رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اعشق المشكلة وليس الحل

يمثل الابتكار أحد المبادئ الاستراتيجية الرقمية المهمة للشركات والمؤسسات التي ترغب في الانخراط في معترك التحول الرقمي. لقد كان الابتكار يرتكز بشكل تقليدي على المنتج النهائي، وكان اختبار الأفكار صعبا ومكلفا نسبيا، لذلك استندت القرارات والأفكار المبتكرة إلى التحليل والحدس وأقدمية المديرين المشاركين في المشروع.
وتأتي ملاحظات السوق الفعلية على المنتج المبتكر متأخرة نوعا ما، ولذلك يعد تجنب الفشل مصدر قلق كبير. في الجانب الآخر، يصنع الابتكار بطرق مختلفة جذريا في العصر الرقمي، وتكون مبنية على التجارب السريعة والتعلم المستمر بدلا من التركيز بشكل أساس على المنتج النهائي، وهذا النهج يركز على تحديد المشكلة الصحيحة ثم التطوير والاختبار والتعلم من الحلول المتعددة الممكنة.
ويعد مبدأ التجريب Experimentation مهمـا في عمليات التصميم والابتكار وهو أحد الأسس الرئيسة في منحنى التعلم. يقول البروفيسور ديفيد روجرز في كتابه "دليل التحول الرقمي": "ليس كل شيء قابلا للتجربة. فلا يتم تصميم كل تجارب الأعمال أو تشغيلها أو استخدامها للإجابة عن الأسئلة نفسها، لكن جميع التجارب تشترك في زيادة محتوى التعلم عن طريق اختبار الأفكار ومعرفة ما يصلح وما لا يصلح".
ولذلك يركز النهج الجديد للابتكار على التجارب الدقيقة والنماذج الأولية القابلة للتطبيق واختبار الافتراضات التي تزيد من التعلم مع تقليل التكلفة الكلية. ومع توافر الوقت اللازم، تطور المنتجات أخذا في الحسبان تقليل تكلفة الفشل وتحسن التعلم عموما.
من الشائع أن يحاول فريق العمل حل مشكلة ما تواجه الشركة ويخرج بفكرة في عمليات الابتكار، بما في ذلك العصف الذهني وتحليل البيانات وبعدها الحماس والميل لبعض الحلول، وهذا شيء رائع في تطوير العمل وسنرى النتيجة في العملاء أو العمليات أو غيرهما.
ومن الطبيعي أن تكون الأفكار الأولية واعدة، وقد نستثمر فيها عاطفيا. بمعنى آخر، عندما نبدأ بالحصول على بعض المعلومات الأولية لنتائج الحلول، ندخل في دوامة ما يجب فعله وما لا يجب فعله أو ما يريده العملاء وما لا يريدونه.
ومن المحتمل أننا سنتجاهل أو نبرر أي خطأ تقني للحل، ثم ندخل في مرحلة إنفاق مزيد من الجهد والمال بحجة أننا قد نكون اقتربنا من الكمال أو شيء من هذا القبيل. إن فكرة الوقوع في حب المشكلة تعني المحافظة على تركيز الفريق، وليس على حل أو ابتكار محدد توصلنا إليه، ما يجعل الفريق يفكر في أكثر من حل ممكن.
لكن إذا كان الهدف هو الحل ذاته، فهناك إغراء عاطفي ونفسي بالتوقف عن توليد أفكار ابتكارية جديدة عندما يكون الاهتمام بفكرة واحدة، قد تبدو واعدة للفريق والمضي قدما في بنائها قبل الأوان، وهذا قد يقتل الإبداع في مهده.
ولذلك إحدى الأفكار والجمل التي نسمعها عادة من بعض رواد الأعمال هي الوقوع في حب المشكلة وليس الحل. لقد استخدم بنك كابيتال ون Capital One تجارب متقاربة لاختبار العرض الترويجي المناسب والجمهور المستهدف المناسب حتى لون المغلفات المناسب في أثناء إرسال دعوات بطاقة ائتمان بالبريد، من خلال إجراء عشرات الآلاف من التجارب سنويا. لقد كان أصل المشكلة هو كيفية كسب عملاء وقيم متجددة، والنتيجة هي نمو الأفكار والحلول المبتكرة من قسم صغير لبنك فرعي إلى شركة مستقلة تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 42 مليار دولار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي