مأزق تركيا مع العالم
لن يتوقف خصوم المملكة عن محاولات استهدافها. لقد أخذت المؤامرات مسارا تصاعديا منذ إطلاق رؤية المملكة 2030. بلادنا تدفع ثمن مواقفها الثابتة والشجاعة. إذ تصدت لمؤامرات تقويض الاستقرار العربي. وواجهت قوى الإرهاب. وكانت السند والعون للدول العربية الشقيقة التي طالتها عواصف الخريف العربي. وقفت المملكة مع مصر، ودعمت انتفاضة شعبها ضد استقواء قوى التطرف التي هيمنت عليها في لحظة تاريخية هشة. كانت مصر والسعودية هما الجائزة المنتظرة لقوى الشر التي خططت لهذه الفوضى.
المشهد في العالم العربي وقتها كان حساسا، العراق وسورية تتحكم فيهما ميليشيا إيران وحزب الله وداعش وبقية الإرهابيين المدعومين من تركيا وقطر. تونس ومصر كانتا تتعرضان لضغوط تيارات اختطفت أحلام الناس.
اليمن واجه تقلبات خطيرة، وقد طرحت المملكة وقتها مع عدد من الدول الخليجية مبادرة لحقن الدماء، لكن قطر وإيران أفسدتا المبادرة. إذ انقلبت ميليشيا الحوثي على الشرعية وأدخلت اليمن في فوضى.
كانت كل مشاريع التخريب تضع المملكة ومصر على قائمة أولوياتها. ولا غرابة في ذلك فبلادنا عمود الخيمة العربية، إلى جانب مصر. الاستهداف الممنهج مارس فجورا فجا لتقويض الاستقرار والأمن. والمملكة كانت بالمرصاد لكل ذلك. ومن هنا فإن خطاب الرئيس التركي يجسد الزفرة الأخيرة، التي تؤذن بنهاية الفوضى. لقد غرقت تركيا في أوحال مغامرات دولية وإقليمية غير محسوبة. لم يبق لدى تركيا والخونة الذين يتحلقون حولها سوى الكلام الأرعن الذي يستهدف الاستقواء على الخليج العربي. الحقيقة لا فرق بين إيران وتركيا في مطامعهما. ولا ننسى أن قطر كانت جسرا لهما. الحقيقة الوحيدة في خطاب الرئيس التركي، تأكيد عدائه للمملكة والخليج وأطماعه في المنطقة وارتهانه للأيديولوجيا الإخوانية التي تجعله لا يرى الحقائق على الأرض. خطابات تركيا الحمقاء شملت أيضا أمريكا وليبيا واليونان والخليج العربي ومصر وأوروبا. هذه الخطابات تكشف جانبا من جنون زعيم تيار الإخوان ورمزهم المأزوم. تركيا ورئيسها في مأزق مع العالم أجمع.