رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أوطان بلا يوم وطني

شعوب بلا أوطان، ونحن شعب لنا وطن. سعادتنا هذا العام مختلفة، لأن مكانتنا لدى قادتنا مختلفة، فبعد ما مر به العالم خلال الجائحة، شاهدنا كم تحسدنا الدول على رعاية الدولة لنا ولضيوفنا ولكل من خطا خطوة على هذه الأرض. حظي فيها المقيم بالرعاية والعناية المجانية مثله مثل المواطن وأكثر، وهذا بشهادة إخوتنا وأشقائنا من الدول العربية والأجنبية. هنيئا لنا بهكذا وطن. أمس الأول لم تهتز الأيدي على قرع طبول الأغاني الوطنية، بل اهتزت القلوب ورقصت طربا وفرحا بما نحن فيه، ولهجت الألسن حمدا وشكرا لله على هذه النعم.
كنت أرقب الوجوه على جنبات الطريق، إخوة لنا من كل البلاد، وقفوا ليشاركونا الفرحة، وفي أعينهم فرحة وشجن، أوطانهم تجول في مخيلتهم ويرجون ما نحن فيه، كما نرجو نحن - في هذا اليوم - أن يعم السلام والرخاء على كل شبر من هذه الأرض. نظرتهم تلك، ترسل لنا رسائل ضمنية، حافظوا على وطنكم، وشاركوا في بنائه وتطويره، ردوا له الجميل، لقد احتواكم وحماكم من ألم الغربة والبعد عن الأهل والأوطان. وطن كهذا؛ يستحق أن نبذل في سبيله كل غال فعلا لا قولا، من أبسط تصرف نقوم به مثل، ابتسامتنا في وجه ضيوفنا، واحترامنا لما يقدمه لنا، إلى التضحية بالمال والنفس في سبيله. منظر الإخوة الباكستانيين، الذين اكتست سياراتهم باللون الأخضر، تشعرك أنهم سعوديون أكثر منا. إنها ابتسامات وفرحة حقيقية، لم يجبرهم أحد على الخروج معنا، ومشاركتنا يومنا الوطني، فتحية لكل الأشقاء الذين يجمعنا معهم دين أو لغة أو أرض.
يختلف مفهوم اليوم الوطني باختلاف الشعوب، فبعض الدول يومها الوطني، هو يوم استقلالها عن المستعمر، والبعض الآخر اتخذ من يوم انتهاء بناء الدولة أو تاريخ الجلوس على العرش، أو تاريخ عيد ميلاد حاكم أو قديس أو غيرها يوما وطنيا، ونحن هنا، نحتفل بالتوحيد ولم الشتات، لذا ليس هناك تحديد أو اتفاق عالمي لمفهوم اليوم الوطني، ففي فرنسا مثلا، يومها الوطني هو يوم الباستيل تحيا فيه ذكرى اقتحام سجن الباستيل، الذي يؤرخ لبداية الثورة الفرنسية.
وهناك دول لها يومان وطنيان مثل: هونج كونج، الكويت، الهند، بوركينافاسو، بنجلاديش، بلجيكا، وتايوان، وثلاثة أيام وطنية مثل: باكستان والمجر، وهناك دول مثل: بريطانيا والدنمارك ليس لهما يوم وطني.
أتساءل، لماذا لا تكون احتفالاتنا باليوم الوطني تدشينا لإنجاز معين، أو بداية لمشروع مثمر، أو يوما لانطلاق مبادرات خيرية، تعود بالنفع على الجميع؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي