كيف يكون الاتصال أزمة؟

في اللحظة نفسها التي كان يسمع كابتن طائرة شركة ساوث وست أيرلاينز دوي انفجار المحرك الأيسر وهو يطير في الجو، كان العالم بأسره يشاهد الحادث حيا على الهواء عبر "فيسبوك لايف". خبر الطائرة التي كانت قادمة من نيويورك هبطت على منصات التواصل قبل حتى أن تصل الطائرة إلى الأرض، ونزل الخبر في وسائل الأنباء أسرع من نزول الركاب، بيد أن الأكثر دهشة أن تسبق عواجل "رويترز" خراطيم شاحنات الإطفاء التي مدت للتو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لهذه الطائرة المعطوبة بدنيا والمنكوبة اتصاليا.
القصة أن أحد ركاب الطائرة وثق الحادث بهاتفه من شبكة الطائرة وتابعته وسائل الإعلام وأخذت تنقل عنه بوصفه أحد شهود العيان، وعلى الرغم من هول المشهد إلا أن الخسائر على الأرض أقل من مستوى الحدث في الإعلام، فالحالة الاتصالية المثيرة لفتت الانتباه إلى خدمة البث اللحظي "هنا والآن" بالذات على متن الطائرة، إذ هي المكان الوحيد الذي يحمل كتلا بشرية بين السماء والأرض وأثارت قلق القائمين على الاتصال في المطارات والطائرات، بوصفها أماكن مزدحمة ومتوقع حدوث مواقف فردية قد تتحول إلى رأي عام، كما حصل مع القضية التي عرفت إعلاميا بـ "المسافر المسحول" عام 2017 في واقعة وصفها الإعلام بـ"كارثة العلاقات العامة الأكبر هذا العام".
الحادثتان مختلفتان مكانا ومتفقتان تكتيكا وبات البث اللحظي سلاحا اتصاليا تملكه الجماهير، لذا شكلت الحادثة منعطفا جديدا من كيفية معالجة الأزمة والتعامل معها في ظل هذا التسابق الذي قلب المعادلة الاتصالية في أن يكون التواصل والاتصال أحد حلول الأزمة لا العكس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي