كورونا يخنق السياحة في مونتينيغرو.. والاقتصاد يتجه نحو أسوأ انكماش منذ 2006
يعرب إيفان غفيدو كريفوكابيتش وهو يبحر بمركبه في المياه الهادئة لخليج كوتور الرائع المحاط بالجبال، عن فرحته للهدوء المهيمن في هذا الموقع الذي يستقطب منذ سنوات الكثير من السياح.
إلا ان هذا المنظر المثالي الناجم عن عواقب جائحة كوفيد-19، يشوبه قلق على مستقبل مونتينيغرو الاقتصادي وهو بلد صغير يعتمد بشكل كبير على عائدات السياحة.
ويقول كريفوكابيتش "هذه السنة سيتمكن السياح من اكتشاف الخليج خاليا (من حركة الملاحة) ومشاهدة جمال مدينتا الكبير". وتقع كوتور على سفوح جبال تنتهي في عمق البحر الأدرياتيكي.
وهذا الوضع لا يبعث على الراحة فثمة مخاوف كبيرة من العواقب الاقتصادية لدى الناخبين عشية موعد الانتخابات التشريعية الأحد.
ويقول برانكو رادولوفيتش الذي يؤجر شققا في المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو "الناس يحبون الهدوء لكنهم غير سعداء فالوضع الاقتصادي خطر".
ويضيف "نحن ندرك الآن اعتمادنا على جحافل السياح في الصيف".
وتساهم السياحة بربع إجمالي الناتج المحلي وتوظف نحو 20 في المائة من اليد العاملة في مونتينغرو.
ويشدد علماء الاقتصاد على ان الجائحة أبرزت "خطر الاتكال على قطاع واحد" في الاقتصاد الوطني الذي يعتمد بنسبة 50 في المائة أخرى على الزراعة.
وتراجع عدد السياح هذا الصيف بنسبة 90 في المائة مقارنة بالعام الماضي على ما تفيد هيئة السياحة الوطنية.
وكان إنفاق السياح في يوليو واغسطس أقل بنسبة 92 في المائة أيضا وهو سينعكس لا محال على الاقتصاد برمته.
ويفيد صندوق النقد الدولي أن مونتينغرو تتجه إلى أسوأ انكماش في اقتصادها يقدر بنسبة 9 في المائة، منذ استقلالها في العام 2006.
ويأمل حزب الاشتراكيين الديموقراطي في مونتينغرو الحاكم في البلاد منذ 30 عاما، أن يدفع الغموض الاقتصادي الناخبين إلى لعب ورقة الاستمرارية في انتخابات الأحد وإبقائه في السلطة مع الرئيس ميلو ديوكانوفيتش.
ويرى المحلل زوران رادلوفيتش "قد يصوت المواطنون للمحافظة على الوضع الراهن خشية على وظائفهم".
إلا أن المعارضة قد تستفيد هي أيضا من المخاوف على المستقبل. وهي تندد بطريقة إدارة الحكومة للجائحة.
فقبل أشهر قليلة فقط كانت مونتينيغرو تعتد بأنها أول دولة اوروبية "خالية من كورونا" بعد مرور أسابيع عدة من دون تسجيل إصابات.
لكن منذ يوليو، راح عدد الإصابات يرتفع بشكل ملحوظ مع أكثر من 4300 حالة راهنا فيما يبلغ عدد السكان 620 ألفا فقط.
وفي محاولة لإنقاذ الموسم السياحي، فتحت الحكومة قبل فترة قصيرة الحدود أمام مواطني صربيا وروسيا خصوصا الذين يشكلون غالبية الزوار.
وتقول دانيتسا كازانيغرا غريغوفيتش صاحبة وكالة سفريات محلية في بودفا المنتجع الساحلي الرئيسي في مونتينغرو "عدم وجود زحمات سير أمر رائع لكن الثمن مرتفع جدا".
والعام الماضي، تمكنت وكالتها بواسطة شركة السفريات "تي يو أي" من استقطاب 72 ألف سائح إلى مونتينغرو من أوروبا الغربية والدول الاسكندينافية وروسيا خصوصا.
لكن العدد تراجع هذه السنة إلى 300.
في مطار مدينة تيفات الساحلية تحط طائرتان يوميا في مقابل 50 العام الماضي.
ويقول ديان رادينوفيتش الذي يعمل في مطعم عائلته على الساحل "نحن على شفير كارثة".
أما ستيفان بيتروفيتش (29 عاما) الذي يدير مطعما في كوتور فيرى أن الشباب يواجهون نسبة بطالة مرتفعة في الأساس تزيد عن 18 في المائة مع أجر وسطي قدره 500 يورو.
ويؤكد لـ"الفرنسية" "الشباب يريدون العمل وأن يكسبوا لقمة العيش (..) ففقد طالت العطلة أكثر من اللزوم".