في التاريخ والفكر والثقافة
المعرفة بحر لا نهاية له، فهي سر التطور في الحياة، وهي أساس تقدم المجتمعات والأمم، والمقياس الذي يقاس به تطور الشعوب، وكما قيل في فضل العلم والمعرفة "إذا ما أقام العلم راية أمة، فليس لها حتي القيامة ناكس"، فالعلم بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا تسقى إلا بالدرس، ولا يحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين، ولا يحصل إلا بقلة النوم، وصلة الليل باليوم.
وهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ عبارة عن مجموعة من المعارف، ألفت وعرضت في أوقات وأماكن متفرقة، سواء داخل مصر أو خارجها، وهي من ثم "مقالات" وليست بحوثا، متفاوتة في الحجم، جاء بعضها في بضع صفحات، وبعضها الآخر أضعاف حجم بعضها الأول، وإذا كانت هذه المقالات قد أدت بعض واجبها حين نشر كل منها منفردا، فربما يؤدي نشرها في كتاب واحد واجبا مهما آخر، ولا سيما إذا قدمت معرفة جديدة للقارئ، ومعلومات لم يقف عليها من قبل.