عودة الروح

عودة الروح

لم تكن أبدا مجرد رواية بها بعض الأحداث التي تدور في بيت، مليء بالشخصيات المنفردة في صفات كل منها، ولم تكن قصة حب محوره تلك الجارة الشابة الرقيقة، وما يدور حولها وفي فلكها من اشتياق ولوعة وغزل ومعاكسة، إنما هذه الرواية التى كتبها توفيق الحكيم رائد الرومانسية كانت رواية شعب بأسره، تمثل في أفراد تلك الأسرة التي جمعها المشهد نفسه في بدايتها ونهايتها.. شعب اجتمع على شيء واحد، التف حوله، وتغلفت فيه روح الجماعة، حتى صار فردا واحدا لا يتجزأ ولا ينفصم عن بعضه.. كما كانت رواية أسرة، تمثلت فيها صفات الشعب المصري عندما مر بمحنة كما يمر الشعب بمرحلة مخاض، عاشها عام 1919، فتولدت جسدا واحدا عادت إليه الروح، فتخللت جميع أعضائه دون استثناء، وكما التحمت الأسرة التحقت بالشعب، والتف الجميع حول زعيم واحد، كما اعتاد منذ فجر التاريخ، كما رأينا في مشاهد عدة تجوب التاريخ طولا والحياة عرضا، بدءا من كلمات وسطور كتاب الموتى لدى المصريين القدماء، وفي صورة الفلاحين بجلابيبهم الزرقاء كالسماء حول سنابل القمح، وحتى وجوه المصريين الملتفة حول زعيمهم سعد زغلول دائما، وفي المشاهد كافة يصير الكل في واحد.

الأكثر قراءة