رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الكلب الأسود ينقذك

تحيط بنا مصاعب الحياة من كل جانب، وينسج الخوف خيوطه حولنا، ويغرس حيوان مفترس أنيابه في جسدك، وتشعر بالدائرة تضيق حولك، ونفسك يتصعد إلى السماء، فهل ستقف مكتوف اليدين أم ستحاول تخليص روحك من هذه الخيوط الملتفة حولك؟ هناك من نجا وأبدع، وآخرون استسلموا؛ فهزمهم ذلك الكلب الأسود.
لست وحدك، فكثيرون عانوا المرض النفسي بأشكاله، خصوصا الاكتئاب. منهم عظماء لم يثنهم ذلك المرض عن الإبداع وتسجيل أسمائهم على صفحات التاريخ "بيل جيتس وتاتشر وجاك شيراك"، ضعهم نصب عينيك وأنت تصارع كلبك الأسود.
ومن أشهر من عانوا الاكتئاب، ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني، الذي كان يحكم بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وهو الذي أطلق اسم الكلب الأسود على نوبات الاكتئاب، التي كانت تهاجمه، لكنه بعزيمته هزم كلبه الأسود واستطاع الانتصار على هتلر، وإنهاء حرب من أعتى الحروب على البشرية.
والرئيس الأمريكي إبراهام لينكولين، الذي وحد بلاده ووأد الحرب الأهلية في مهدها، رغم معاناته الاكتئاب حتى قبل توليه رئاسة أمريكا، فوفاة أمه وأخويه وخاله وعمه، تسببت له في حزن عميق لازمه، وكآبة دامت أعواما.
ومن المحاربين لهذا المرض المفترس، الذي قد يدفعك إلى إيذاء نفسك، الروائي البريطاني الشهير تشارلز ديكنز، مؤلف "أوليفر تويست" و"ديفيد كوبرفيلد"، عندما تقرأ سيرته تستغرب ممارسته رياضة المشي بسرعة، ولفترات طويلة جدا، لتكتشف أن هذا كان أسلوبا ابتكره للتغلب على مشاعر الحزن الشديد والنشاط المفرط الذي كان ينتابه.
إسحاق نيوتن، أعظم عالم رياضيات في التاريخ، الذي كشف عن قوانين الجاذبية فى القرن الـ17، وعدل التقويم الميلادي الجيوجوري، عانى طيلة حياته انهيارات عصبية، إضافة إلى النوبات العصبية الشديدة، التي كانت تنتابه كلما خالفه أحد الرأي. ورغم ذلك، نال وسام الفروسية عام 1705، ليكون أول عالم يحصل عليه، لإسهاماته العلمية.
والكلب الأسود هو، الذي دفع عبقري الموسيقى بيتهوفن، إلى تأليف سيمفونياته، ومنحه قدرة إبداعية. كان بيتهوفن، طفلا معجزا، حتى أنه ألف أعظم سيمفونياته وهو في قبضة الحزن الأسود، والاضطراب العصبي، والمعاناة النفسية.
أما جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، فعانت مراحل اكتئاب بدأت بإصابة والدتها بالمرض، وفقرها، وزواجها الكارثي، لينتهي بها الحال إلى ابتكار شخصية ديمونتورس في روايتها هاري بوتر، لتخرج من كآبتها. إذن، قليل من الحزن والكآبة مفيد، خصوصا إذا كانت لديك الرغبة في تجاوز ما أنت فيه، ومن ثم تحوله إلى أيقونة نجاحك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي