التقويم الزمني

حياتنا ما هي إلا دقائق وساعات وأيام وشهور. كل دقيقة تمضي تأخذ منا كثيرا وتمنحنا أكثر. اهتم البشر بالوقت وبدأوا يحافظون عليه منذ العصر الحجري، وهو الجزء الأول من العصور الثلاثة "الحجري، البرونزي، الحديدي"، ويرجع تاريخ أول تقويم إلى العصر البرونزي، وضعه الإنسان لتحديد الوقت، ملبيا بذلك حاجته في تنظيم شؤون حياته، وفي تاريخ الأحداث التي تهمه. ويرتكز هذا النظام على تقسيم الوقت بالاستفادة من دوران الأرض حول الشمس "التقاويم الشمسية"، أو من دوران القمر حول الأرض "التقاويم القمرية"، أو من هذين الدورانين معا!
ويوم التقويم الشمسي الذي يبدأ من مرور الشمس بخط الزوال العلوي وعودتها إليه مرة أخرى، يعيبه أنه غير ثابت في جميع الأماكن طوال العام، لذا لجأ الفلكيون إلى حساب متوسط الأيام الشمسية وقسموه إلى 24 ساعة، أما سنته فتحسب بدوران الشمس في الفضاء حول الشمس ويقدر عدد أيامها 365 يوما وربع اليوم، اضطر معه الإنسان لمعالجة هذا الكسر وتوزيعه على الشهور.
ويعتمد عديد من التقاويم السنوية على التقويم الشمسي، ومنها التقويم الروماني الذي تطابق أسماء شهوره الموجودة حاليا في التقويم الميلادي ماعدا شهري سبعة وثمانية "كونتليس وسكستيلس" اللذين تغير اسميهما مع التقويم اليولياني، الذي أمر به يوليوس قيصر وسمي شهر كونتليس بشهر يوليو تخليدا لذكراه، وسمي شهر سكستيلس بشهر أغسطس نسبة للإمبراطور أغسطس.
أما التقويم الميلادي فقد اقترح الراهب ديونيس أكسيجيوس عام 1285 رومانية أن يكون ميلاد المسيح - عليه السلام - بداية للتاريخ، وعد أول يناير 754 رومانية مبدأ للتاريخ الميلادي.
ليأتي البابا جريجور ويحاول إصلاح الخطأ في التقويم اليولياني الذي نتج عنه فرق عشرة أيام بين عامي 325 و 1582، سببه أن التقويم اليولياني يحسب السنة
بـ365.25، بينما متوسط السنة الشمسية 365.242 يوم، وذلك بتعديل تاريخ يوم الجمعة الخامس من أكتوبر من عام 1582 ليصبح 15 أكتوبر من العام نفسه.
والتقويم اليوناني أو السرياني، تختلف فيه أسماء الأشهر عن السنة الميلادية وأول شهر فيه تشرين الأول، وهي أسماء الأشهر المتداولة في بلاد الشام.
ليأتي التقويم العبري ويضع تقويما سنواته شمسية وأشهره قمرية، والشهر القمري هو الفترة الزمنية بين اجتماعين متتاليين للشمس والقمر، ويقدر بـ29 يوما و12 ساعة و24 دقيقة وثلاث ثوان تقريبا، ويقوم عليه التقويم الهجري الذي وضعه عمر بن الخطاب وتبدأ سنته بشهر محرم الذي يوافق 19أبريل من عام 622.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي