رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المستحيل يتحقق في أرامكو

تحدثت في مقال سابق عن قضية بيئية مهمة عن شجرة يكمن فيها سر الحياة ودعوت إلى الالتفات لتلك الثروة القومية المنسية، لأجد أن شركة أرامكو كانت سباقة كعادتها، وقامت بجهود جبارة ومبادرات متنوعة وعديد من المشاريع للحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي. على الرغم من أن الشركة تعد عملاق البترول والغاز في العالم، إلا أنها لم تنس واجبها تجاه المجتمع والبيئة، وحملت على عاتقها مسؤولية المحافظة على كوكب الأرض بحماية البيئة الطبيعية والمحافظة عليها، مع إيمانها التام بأن القيمة الحقيقية للطاقة تكمن في قدرتها على الوفاء باحتياجات التنمية والتقدم البشري، فآبارها النفطية تزدهر بجانب حياة فطرية متنوعة حولتها "أرامكو" إلى محميات طبيعية، منحت الكائنات الحية الأمان ووفرت للبشر بيئة نقية وثروة اقتصادية.
وتستطيع أن ترى ذلك واضحا وجليا في جميع المواقع التي تعمل عليها "أرامكو"، فعلى جزيرة أبو علي حيث تعالج 250 ألف برميل من النفط الخام يوميا، دون أن تترك أثرا أو تخل بطبيعة الجزيرة. تشاهد صورة رائعة من صور التنوع الحيوي، بدأتها "أرامكو" بزراعة 100 شتلة من أشجار المانجروف في عام 1993، لتنمو وتتحول اليوم إلى غابة تبلغ مساحتها 70 ألف كيلومتر مربع، لحماية الشجرة من الانقراض وإعادة المساكن الطبيعية للحيوانات البحرية والبرية النادرة والمهددة بالانقراض، كجزء من جهود الشركة للتخلص من أي أثر لمرافقها على الحياة الفطرية، لذا تجد هناك الأسماك المتنوعة التي استزرعتها "أرامكو"، تسبح وتحتها بئر نفطية والسلاحف تضع بيوضها على شواطئها بأمان والطيور المهاجرة تحط رحالها على أشجار القرم، بالقرب من أنابيب النفط والغاز، ولم تكتف بذلك بل أنشأت أعشاشا صناعية لجذب الطيور وتشجيعها على التكاثر هناك، حتى الحشرات كان لها نصيب من هذا الاهتمام فتجد أسراب اليعسوب تحلق والعناكب تتفنن في نسج خيوطها الحريرية، لتشكل معا لوحة من الجمال الطبيعي التكاملي الساحر.
وفي سعيها الحثيث إلى الحد من الانبعاثات، أطلقت مبادرتها الكبرى في عام 2018 لزراعة مليون شجرة مانجروف في مناطق أعمالها، لحبس ما يعادل 20 ألف طن من الكربون. وتغطي غابتا جزيرة أبوعلي ورأس تنورة مساحة تقدر بـ 52 ألف كيلومتر مربع تخزن نحو مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما دعمت زراعة نبات الجوجوبا ورعت نبات العلندة الطبي "الأفدرا" النادر، بجانب 48 نوعا من النباتات الصحراوية، وفي عسير حملت الشركة على عاتقها إنقاذ طائر العقعق العسيري النادر. وأعادت المها العربي والغزلان الرملية والنعام للجري من جديد بجوار حقل الشيبة. المعجزة مستمرة في جهود بدأتها منذ إطلاق أول مشاريعها البيئية قبل 50 عاما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي