في يدي غيمة

في يدي غيمة

في يدي غيمة
أسرجوا الخيل،
لا يعرفون لماذا،
ولكنهم أسرجوا الخيل في السهل
... كان المكان معدا لمولده: تلة
من رياحين أجداده تتلفت شرقا وغربا. وزيتونة
قرب زيتونة في المصاحف تعلي سطوح اللغة...
ودخانا من اللازورد يؤثث هذا النهار.
آذار طفل الشهور المدلل. آذار يندف قطنا على شجر
اللوز. آذار يؤلم خبيزة لفناء الكنيسة.
آذار أرض لليل السنونو، ولامرأة
تستعد لصرختها في البراري... وتمتد في
شجر السنديان.
يولد الآن طفل،
وصرخته،
في شقوق المكان
افترقنا على درج البيت. كانوا يقولون:
في صرختي حذر لا يلائم طيش النباتات،
في صرختي مطر
... وفي خفة الطيران
أصدقائي يرفون ليلا، ولا يتركون
خلفهم أثرا. هل أقول لأمي الحقيقة:
لي إخوة آخرون
إخوة يضعون على شرفتي قمرا
إخوة ينسجون بإبرتهم معطف الأقحوان
أسرجوا الخيل،
لا يعرفون لماذا،
ولكنهم أسرجوا الخيل في آخر الليل
... سبع سنابل تكفي لمائدة الصيف.
سبع سنابل بين يدي. وفي كل سنبلة
ينبت الحقل حقلا من القمح. كان
أبي يسحب الماء من بئره ويقول
له: لا تجف. ويأخذني من يدي
لأرى كيف أكبر كالفرفحينة...
أمشي على حافة البئر: لي قمران
واحد في الأعالي
وآخر في الماء يسبح... لي قمران
واثقين، كأسلافهم، من صواب
الشرائع... سكوا حديد السيوف
محاريث. لن يصلح السيف ما
أفسد الصيف - قالوا. وصلوا
طويلا. وغنوا مدائحهم للطبيعة...
لكنهم أسرجوا الخيل،
كي يرقصوا رقصة الخيل،
في فضة الليل...
تجرحني غيمة في يدي: لا
أريد من الأرض أكثر من
هذه الأرض: رائحة الهال والقش
بين أبي والحصان.
في يدي غيمة جرحتني. ولكنني
لا أريد من الشمس أكثر
من حبة البرتقال وأكثر من
ذهب سال من كلمات الأذان
أسرجوا الخيل،
لا يعرفون لماذا،
ولكنهم أسرجوا الخيل
في آخر الليل، وانتظروا
شبحا طالعا من شقوق المكان..

الأكثر قراءة