أزمة كورونا والتحديات الصحية والاقتصادية «2 من 2»

نتوقع أن نتجاوز المستهدف من المنافع المناخية المشتركة للعام المالي الثالث على التوالي. وقد حددنا هدفا عالميا جديدا لتقليص فقر التعلم بمقدار النصف على الأقل بحلول عام 2030، وذلك للمساعدة على ضمان تزويد الأطفال بالمهارات التي يحتاجون إليها من أجل النجاح وتحقيق ذاتهم عندما يكبرون. ومع تخلف 1.5 مليار تلميذ عن الدراسة بسبب أزمة كورونا، بات من الضروري أن نمضي ثابتين على هذا الدرب.
وبمساعدة الدول المعنية على الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية الجديدة، فإننا نزيد سبل الحصول على الخدمات المالية، ولا سيما للمرأة والفئات الضعيفة الأخرى، كما نساعد الحكومات على تقديم هذه الخدمات بمزيد من الفاعلية، من خلال برامج الحماية الاجتماعية التي تفضي إلى تغييرات جوهرية. ونعمل على مساعدة النساء على إطلاق العنان لكل إمكاناتهن الاقتصادية. ففي شهر شباط (فبراير)، ألقيت الكلمة الافتتاحية للقمة الإقليمية لمبادرة تمويل رائدات الأعمال التي عقدت في دبي. تسعى هذه المبادرة التي ترعاها مجموعة البنك الدولي إلى إزالة العقبات التنظيمية والقانونية التي تواجهها المرأة، ومساعدتها على الحصول على التمويل، والدخول إلى الأسواق والشبكات التي تحتاج إليها كي تنجح. كما تركز عمليات البنك على تعزيز تعبير المرأة عن رأيها في مجتمعها، والتأكد من قدرة الفتيات على التعلم بشكل فعال في المدارس، وتشجيع الرعاية الصحية الجيدة للأم والطفل.
وخلال العام الماضي حققنا تقدما في مساعدة الدول على مؤازرة القطاع الخاص، وهي خطوة أساسية لتوفير الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي. ومضت مؤسسة التمويل الدولية قدما في زيادة رأسمالها، وأطلقت حزمتها التمويلية للاستجابة لجائحة كورونا بغية مساعدة عملائها على الحفاظ على الوظائف ومواصلة عملياتها في خضم الأزمة. كما استجابت الوكالة الدولية لضمان الاستثمار سريعا، حيث أعادت توجيه جهودها نحو شراء التجهيزات الطبية العاجلة، ومد الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات والأفراد برأس المال العامل، ودعم الاحتياجات التمويلية للحكومات على المدى القصير. وتم هذا بقيادة هيروشي ماتانو نائب الرئيس التنفيذي الجديد للوكالة الدولية لضمان الاستثمار الذي رحبنا به في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
وأعد المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار استجابة قوية في جميع مؤسسات مجموعة البنك الدولي، حيث تحول بين عشية وضحاها تقريبا إلى العمل عن بعد بكامل طاقته لجلسات الاستماع ورفع الدعاوى عندما بدأ العمل من المنزل. وقد تلقى عن جدارة رد فعل رائعا من المستخدمين الذين رحبوا بدعمه لتسوية منازعات الاستثمار. كما وجه قدرا هائلا من جهوده خلال العام الماضي لإصلاح قواعده الإجرائية، التي ستكون جاهزة للتصويت في الشهور المقبلة.
إن ترتيباتنا الجديدة، التي تدخل حيز التنفيذ اليوم، ترمي إلى دمج المعرفة عالية الجودة في صميم عملياتنا، والدفع بجهودنا على صعيد سياسات التنمية. ويسرني العمل مع فريقنا المتميز القوي بشأن أجندتنا المشتركة. وقد شهد هذا العام انضمام قيادات جديدة لمجموعة البنك الدولي، ما يزيد قوة مؤسستنا على مستوى المناصب الأعلى.
في النصف الأول من العام، قمت بعدد من الرحلات لكل من الدول المانحة والمتلقية للمنح، ومنها اليابان لحضور قمة مجموعة العشرين، وقمة بريطانيا - إفريقيا للاستثمار، وفرنسا لحضور قمة السبعة، وإلى ألمانيا وكندا والهند وباكستان وأوكرانيا والصين والمكسيك والبحرين والإمارات. وخلال الأشهر القليلة الماضية، كنت أعمل مثل أغلبكم من المنزل، لكن كان بإمكاني مواصلة العمل وعقد اللقاءات افتراضيا مع عديد من القيادات الحكومية والشركاء.
لم يكن من الممكن تحقيق أي من الإنجازات التي شهدتها الأشهر الـ 12 الماضية دون موظفينا المخلصين والمتفانين. فالجهد الجماعي الذي بذلوه هذا العام يكون رائعا في الظروف العادية. هذا الجهد أروع بالنظر إلى أن ما تم من إنجازات تزامن مع محاولة التكيف مع تحديات العمل من المنزل. وكما قلت في اللقاء المفتوح، إننا نتوقع أن يستمر الجانب الأعظم من الموظفين في العمل من المنزل حتى شهر أيلول (سبتمبر) على الأقل.
وفيما تواصل الدول مقارعة آثار الجائحة، فإننا نظل على العهد في تقديم الدعم والعون، الذي تحتاج إليه دول العالم للتغلب على هذه الأزمة وتحقيق التعافي المستدام والشامل لخدمة مواطنيها كافة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي