الآلة والأداة
أهم ما كتب الرصافي في حقل اللغة، فقد عمد فيه إلى جمع جمهرة كبيرة من أسماء الآلة والأداة وما يتبعهما من الملابس والمرافق والأشياء التي يحتاج إليها المجتمع المتحضر وتفرضها المدينة الحديثة، وكان سبيله في ذلك استقراء المعجمات الأمهات، القديمة منها والمحدثة، وإن كان الملاحظ كثير الاستقاء من "أقرب الموارد" لسعيد الشرتوني اللبناني. وقد قام بترتيب ما اتفق له من الكلمات على حروف المعجم باعتبار الحرف الأول من الكلمة سواء أكان أصليا أم مزيدا. لم يقف الرصافي في كتابه هذا موقف الناقل الجامد، إنما بث في ثناياه آراءه ومذهبه اللغوي الذي يدعو إلى الترخص في وضع الأسماء، لأسباب الحضارة الحديثة، لذا عارض مذهب ابن فارس الذي تعصب وتعالى في قوله "ليس لنا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير ما قالوه، ولا أن نقيس قياسا لم يقيسوه"، فمذهب الرصافي في القياس أدنى وأقرب إلى مذهب ابن جني، القائل "ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب"، ولم ير الرصافي بأسا في ذكر بعض الألفاظ العامية في كتابه.