«نتفليكس» تطلق فيلم «الرصاصة الضائعة» والثغرات حدث ولا حرج‫‬

«نتفليكس» تطلق فيلم «الرصاصة الضائعة» والثغرات حدث ولا حرج‫‬
مشهد من الفيلم.
«نتفليكس» تطلق فيلم «الرصاصة الضائعة» والثغرات حدث ولا حرج‫‬
بوستر الفيلم.

‬بدأت أفلام "نتفليكس" يزداد وهجها بعد انتشار جائحة كورونا التي أوقفت حال جميع القطاعات، وأدت إلى تراجع هوليوود، بسبب إقفال السينمات في أرجاء العالم كافة، وبدأنا نسمع عن أفلام متنوعة من إنتاج منصة "نتفليكس" ما يبشر بمستقبل زاهر للسينما الإلكترونية بدلا من التقليدية، لكن هل ستنجح "نتفليكس" في هذا التحدي؟!‬
في العام الفائت أصدرت منصة "نتفليكس" عديدا من الأفلام التي لقيت رواجا كبيرا مثل الفيلم الإيرلندي الذي يعد من تحف أفلام المافيا، وهذا ما أعطى الأمل في نفوسنا بمستقبل رقمي للسينما، لكن الهفوات ما زالت في إنتاجات "نتفليكس" وتحتاج إلى كثير لتتخضرم، خاصة بعدما شاهدنا فيلم الحركة الفرنسي "الرصاصة الضائعة" Lost Bullet.‬

قصة بسيطة‬يتناول هذا الفيلم قصة "لينو"، يؤدي دوره الممثل ألبون لونوار، وهو سائق ماهر يمضي فترة في السجن بعد فشل عملية سرقة كبرى، ثم يتعرض رئيس وحدة الشرطة "شاراس" يؤدي دوره رمزي بيديا، للقتل بعدما يقرر الاستفادة من مهارات "لينو" الميكانيكية لمصلحة فريقه، وتحصل جريمة القتل أثناء مغادرة لينو وشاراس وصديقهما كوينتين الباحة التي يتم فيها تصليح السيارات، في هذه الأثناء يقوم شرطي فاسد يدعى أرسكي، يؤدي دوره نيكولاس دوفوشيل، بإطلاق النار على شاراس وقتله وهو في السيارة، وقام بفعلته بعدما أدرك أن شاراس على وشك اكتشاف تورطه مع عصابة إجرامية، وتوجهت أصابع الاتهام إلى لينو، الذي هرب فورا بعد إطلاق النار.‬
يدرك لينو أن الدليل الوحيد لبراءته هو الرصاصة التي أطلقها أرسكي على شاراس التي ما زالت عالقة في السيارة التي أخفاها المجرم، لذلك أخذ يفتش عن السيارة ليجد الرصاصة المفقودة التي تثبت براءته، ولقد أظهر الفيلم بجميع تفاصيله وأحداثه التي تحصل بين أفراد الشرطة، أن القانون يضم الصالحين والأشرار في الوقت عينه.‬

براءة لينو في إيجاد السيارة‬القصة بسيطة ومستهلكة إلى حد كبير، لكن ما كانت تحاول "نتفليكس" القيام به هو إثبات وجودها في عالم الحركة والأكشن، ولقد كانت هناك لقطات لا بأس بها وبعضها إبداعي، مثل المشهد الذي يقود فيه لينو سيارة تحترق، أو المشهد الذي يهرب فيه من الشرطة بعدما حطم سيارتهم بدفاع حديدي اخترعه خصيصا للقضاء على من يقف أمامه من الشرطة، كما ركزت طريقة التصوير المتقنة التي يعتمدها المخرج على كل إطار وزاوية ليس فقط من ناحية الحركة بل إن مشهد شاراس وهو يحمل حقيبته ويشاهد زوجته وابنته تلعبان في الحديقة جاء مؤثرا ومعبرا من الزاوية التي تم التقاطها، التي أبدع المخرج فيها، أما الأحداث فكان فيها بعض الخلل.‬

ثغرة الشخصيات‬القصة تعتمد بأكملها على محاولة لينو إثبات براءته، ولقد تم إغفال كثير من النقاط المهمة، أبرزها عدم وجود خلفية للشخصيات، باستثناء أن لينو ميكانيكي محترف، أما شاراس فلا توجد خلفية عنه ولا عن أي ممثل آخر في الفيلم، وهذا ما أفقد الفيلم حلقة تشويقية مهمة.‬

بداية مملة‬يستعمل المخرج جيلوم بياري إيقاعا مناسبا لسرد الأحداث، وتبدو تجربته الإخراجية الأولى متماسكة بما يكفي، نسبة إلى أفلام الحركة منخفضة الميزانية، لكنها ليست على المستوى المطلوب للمنافسة بشراسة، فالبداية كانت طويلة لمعرفة تفاصيل القصة، إلى أن وصل الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة ونصف، إلى 30 دقيقة، ثم بدأت تتضح الفكرة رويدا رويدا، وهذا ما يجلب الملل إلى المشاهد في بعض اللحظات.‬

موسيقى تصويرية فاشلة‬أما الخلل الأبرز فكان في الموسيقى التصويرية التي ابتكرها أندريه دوزيزوك مع مختلف المشاهد، حيث إنها جاءت بإيقاع بطيء، وفي بعض المشاهد كانت معدومة، فهذا شكل خللا في التشويق، رغم أن المشاهد القتالية كانت جيدة، إلا أن عدم تناسق الموسيقى خفف من قوتها.‬

ما بين «نتفليكس» والسينما‬
على الرغم من تأرجح الفيلم ما بين القوة والضعف إلا أنه دون أدنى شك سيضيف رصيدا إلى "نتفليكس" التي عدتها الكونفدرالية الدولية للسينما والفن تعرض السينما للخطر وتهدد وجودها، باعتبارها مكانا للثقافة والتنوع، كذلك قال تيم ريتشاردس المدير العام لشركة VUE العالمية الرائدة في قاعات السينما "إن الفيلم يتم تعريفه بأنه عمل يتم عرضه في القاعات، أما "نتفليكس" وغيرها من المنصات فيمكن أن نضعها في خانة الترفيه وليس السينما".‬

بعد كورونا‬
إن إعمال "نتفليكس" تنهض بها لتحتل مركزا مرموقا في قطاع المحتوى الرقمي، ولقد زادت من قيمتها جائحة كورونا، حيث أعلنت ارتفاع أرباحها وازداد عدد المشتركين في خدماتها للبث التدفقي بنحو 16 مليونا خلال فترة الإغلاق، وحققت "نتفليكس" أرباحا بلغت 709 ملايين دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي من عائدات بلغت 5,8 مليار دولار، في حين بلغ العدد الإجمالي للمشتركين نحو 183 مليونا.. فهل ستبقى "نتفليكس" من عمالقة الترفيه في سوق البث التدفقي؟‬
‬«ديزني» تنافس‬في خطوة لافتة أقدمت شركة ديزني على استثمار ضخم بشراء عملاق الإنتاج السينمائي "21 سنتشوري فوكس" Century Fox21 في صفقة من أكبر الصفقات في تاريخ السينما بلغت 71 مليار دولار، وبدأت "ديزني" تنفق بسخاء على الأفلام، معتمدة في ذلك على علامتها التجارية التي تعد أشهر علامة في مجال الإنتاج السمعي البصري والأقوى في العالم، وتتوفر الشركة على عدد من الأعمال الشهيرة، كما هي الحال بالنسبة إلى سلسلة "حرب النجوم" التي تعد من أكثر الأعمال تحقيقا للإيرادات في التاريخ، وتبلغ تكلفة إنتاجها 15 مليون دولار لكل موسم، إضافة إلى عدد من أفلام الأبطال الخارقين ومن بينها "آيرون مان" Iron man وغيره من الأفلام التي تحقق نجاحا كبيرا، وهناك عمل "أفنجرز" Avengers الذي حقق أكبر قدر من المداخيل في تاريخ السينما العالمية.‬
وبالتالي تدخل "ديزني" هذه المعركة ضد "نتفليكس" ولها كثير من الأسلحة التي تمكنها من المنافسة، ويظهر أن المستفيد الأول من هذه المعركة هم الممثلون، خصوصا المشاهير منهم، فقد وجدوا أنفسهم أمام تقاطر عروض الاحتكار من طرف الشركتين بمبالغ خيالية.‬
وكانت شركة "والت ديزني" أعلنت منذ فترة وجيزة أن خدمة البث التلفزيوني لديها "ديزني+" أصبحت تضم 50 مليون مشترك بعد خمسة أشهر فقط من إطلاقها في الولايات المتحدة، وبعد ذلك، أطلقت الخدمة في الهند وثماني دول في أوروبا الغربية أيضا.‬
لا شك أن "نتفليكس" تدوس بقوة لبلوغ عرش السينما، لكن الثغرات التي ما زالت موجودة في إنتاجاتها، كما التي وجدت في فيلم "الرصاصة الضائعة" دون أدنى شك ستؤخر من تقدمها.. فهل سيتخطاها المنافسون؟!‬

الأكثر قراءة