نسـر

نسـر

أصبح الـسفح مـلعبا للنسور
فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
إن للجرح صيحة فابعثيها
في سماع الدنى فحيح سعير
واطرحي الكبرياء شلوا مدمى
تحت أقدام دهرك السكير
لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر
وارمي بها صدور العصور
إنه لم يعد يكحل جفن النجم
تيها بريشه المنثور
هجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه
شيء من الوداع الأخير
تاركا خلفه مواكب سحب
تتهاوى من أفقها المسحور
كم أكبت عليه وهي تندي
فوقه قبلة الضحى المخمور
هبط السفح طاويا من جناحيه
على كل مطمح مـقبور
فتبارت عصائب الطير ما بين
شرود من الأذى ونفور
لا تطيري جوابة السفح فالنسر
إذا ما خبرته لم تطيري
نسل الوهن مخلبيه وأدمت
منكبيه عواصف المقدور
والوقار الذي يشيع عليه
فضلة الإرث من سحيق الدهور
وقف النسر جائعا يتلوى
فوق شلو على الرمال نثير
وعجاف البغاث تدفعه بالمخلب
الغض والجناح القصير
فسرت فيه رعشة من جنون
الكبر واهتز هزة المقرور
ومضى ساحبا على الأفق الأغبر
أنقاض هيكل منخور
وإذا ما أتى الغياهب واجتاز
مدى الظن من ضمير الأثير
جلجلت منه زعقة نشت الآفاق
حري من وهجها المستطير
وهوى جثة على الذروة الشماء
في حضن وكره المهجور
أيها النسر هل أعود كما عدت
أم السفح قد أمات شعوري

الأكثر قراءة