نُقاد: تقرير "الحالة الثقافية" يعكس ثراء المجتمع.. ويؤكد جدّية المشروع الثقافي

نُقاد: تقرير "الحالة الثقافية" يعكس ثراء المجتمع.. ويؤكد جدّية المشروع الثقافي
نُقاد: تقرير "الحالة الثقافية" يعكس ثراء المجتمع.. ويؤكد جدّية المشروع الثقافي

ثمّن الوسط الثقافي استجابة وزارة الثقافة لمطالبه بنشر النسخة الكاملة من تقرير "الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2019 ملامح وإحصائيات"، بعد أن نشرت في وقت سابق الملخص التنفيذي للتقرير، حيث مكّنهم ذلك من الاطلاع على الدراسة البحثية الموسعة التي أجرتها الوزارة لفهم واقع القطاع الثقافي السعودي، وذلك بوصفهم شركاء في مسؤولية تطوير القطاع الثقافي السعودي.

"رافد معرفي"

ورأت أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز أ.د صلوح السريحي في التقرير محاولة جادة للارتقاء بالواقع الثقافي ومعالجته بنظرة شاملة مزجت بين فروع الثقافة القديمة والمعاصرة، واضعاً في الاعتبار ما تتمتع به المملكة من إرث ثقافي متنوع بتنوع مساحتها الجغرافية وامتدادها، وراصداً لأبرز ما ساهمت به كافة الجهات الثقافية بأفرادها وكياناتها المختلفة.

وأضافت د. السريحي بأن التقرير سيساعد على دعم البنى التحتية للقطاع الثقافي "وسيفتح أبواب البحث والتوثيق من جانب، ومد جسور التواصل بين المثقف والمؤسسات الثقافية من جانب آخر"، كما سيساعد على ربط جذور الثقافة القديمة بفروعها الحديثة "وبذلك تصبح المؤسسات الثقافية بيئة حاضنة وداعمة لمختلف المواهب والطاقات الإبداعية لاسيما وأن هذه الخطوة تمنح الثقافة بداية ممتازة للانطلاق نحو بناء معرفي على أساس علمي سليم يحقق  أهداف رؤية ٢٠٣٠ ويستثمر الثقافة كرافد مهم يعكس تقدم الوطن ووعي المواطن".

وأوضحت السريحي بأن هناك ارتباط ضمني بين هذا التقرير وخطوة جامعة الملك عبدالعزيز المتضمنة إطلاق برنامج ماجستير في تخصص الأدب المسرحي، من حيث كونهما مؤشرين مهمين على مدى جدية مشروع النهوض بالقطاع الثقافي السعودي. واصفة خطوة جامعة الملك عبدالعزيز بالإيجابية والمتوافقة مع رؤية وزارة الثقافة تمهيداً لولادة جيل من المبدعين في مجال المسرح على أسس علمية أكاديمية.

"منطلق صحي"

أما أستاذ النقد الحديث المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز د. عادل بن خميس الزهراني فأكد أن خلف هذا التقرير "منطلقات ثقافية صحية، تتسق وتطور مفهوم الثقافة الحديثة، ودورها في تعزيز التنمية الحضارية، وبث الوعي اللازم لتعزيز القيم الإنسانية العليا. ويظهر ذلك جلياً من استحداث الوزارة للقطاعات الثقافية الستة عشر، التي تعكس النظرة الشاملة والعصرية لمفهوم الثقافة التي تحتضنه الوزارة وتؤمن به". مضيفاً: "لم تعد الثقافة مجرد جناح إضافي، أو خطة بديلة، بل هي عمود من أعمدة النهضة والتغيير، كما أنها بمفهومها الشامل وسيلة فعالة لتعزيز اللحمة الوطنية، وبث صورة واقعية عن حال المجتمع السعودي، الملتحم مع قيادته، الطامح للتغير للأفضل والمستقبل المشرق دوماً".

 موضحاً بأن التقرير "يشدد على أن الوطن للجميع وأن تطوير الثقافة مسؤولية مشتركة، وأن هذا التنوع الثقافي الجميل ركيزة حضارية من ركائز التقدم والتغيير. يقول ذلك عبر تركيزه على مجالات متنوعة ومختلفة مثل؛ الأدب والترجمة والموسيقى والأفلام والفنون الأدائية والتشكيلية والأزياء والعمارة والتراث وغيرها، وعبر رصده لأهم البرامج التي تتوزع بين مناطق ومدن المملكة الفسيحة". واستطرد: "أعجبني حضور الأرقام والإحصاءات مع التحليل والعرض في كافة صفحات التقرير، وهو ما يعطي تصوراً حول الاستراتيجية العملية التي تؤمن بتوازن الكم والكيف في صنع خريطة المنجزات الثقافية داخلياً وخارجياً".

واستشف د. الزهراني من التقرير معانٍ حضارية مفادها "أن هذا النسيج الثقافي المميز علامة دالة على مجتمع يسعى للسلام والمحبة والتلاحم الإنساني المثمر بقدر ما يرفض التطرف والعنصرية وخطاب الكراهية الذي لا يتناسب مع طبيعته ولا قيمه الإسلامية ومبادئه الرصينة". مضيفاً: "إن شعار "ثقافتنا هويتنا" الذي يعتمد عليه التقرير، يمثل انعكاساً لهذا النسيج الثري والمتنوع. كما يقول التقرير أيضاً إن العمل، والعمل المستمر والمنظم هو الوسيلة الوحيدة للتقدم ومواجهة تحديات العصر وتقديم صورة مشرفة عن الوطن، وعن المجتمع". مؤكداً بأن "ثقافة العمل هي الهدف الذي تسعى الوزارة لتحقيقه، إنها النموذج الذي تقدّمه -عبر هذا التقرير- ليكون الطريق نحو تحقيق أهداف الرؤية، وصنع مستقبل ثقافي غني وثري يليق بمجتمع متطلع ومحب مثل المجتمع السعودي".

الأكثر قراءة