كابوس ووهان يلوح في الأفق مع تسجيل 100 إصابة في بكين

كابوس ووهان يلوح في الأفق مع تسجيل 100 إصابة في بكين

اعلنت منظمة الصحة العالمية الإثنين أنه تم إحصاء أكثر من مئة إصابة جديدة مؤكدة بكوفيد-19 في بكين منذ ظهر الوباء مجددا في العاصمة الصينية.
وقال مدير المنظمة تيدروس أدانوم غبريسوس في مؤتمر صحافي عبر الانترنت "الاسبوع الفائت، تحدثت الصين عن بؤرة جديدة في بكين، بعد أكثر من خمسين يوما لم تسجل خلالها أي حالة في هذه المدينة. تم الآن تأكيد أكثر من مئة إصابة. ثمة تحقيق يتناول مصدر الوباء ومدى اتساعه".

وبدأت أوروبا الإثنين بفتح حدودها التي أغلقتها منذ عدة أشهر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، في حين يثير ظهور عشرات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد لليوم الثاني على التوالي في الصين المخاوف من موجة ثانية من الوباء.
أعادت ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان صباح الإثنين العمل بحرية التنقل مع كل دول الاتحاد الأوروبي، معتبرة أنه تمت السيطرة على الوباء، فيما اطلقت المفوضية الاوروبية الاثنين موقعا وتطبيقا لارشاد الاوروبيين الذين يرغبون في تمضية اجازاتهم في دول اخرى في الاتحاد الاوروبي.
وتذهب أثينا، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، أبعد من ذلك، داعية السياح القادمين من عدة مناطق خارج الاتحاد الأوروبي - مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية والصين لزيارتها.
في جزيرة سانتوريني، ذات الطبيعة الخلابة، يترقب السكان عودة السياح. ويقول ميكاليس دروسوس، الذي يدير متجرا لبيع الهدايا التذكارية "ننتظرهم بفارغ الصبر. نحن بحاجة إليهم، إذا لم يأتوا، كيف سنعيش؟".
وأعادت كرواتيا أيضا إعادة فتح حدودها لاستئناف الموسم السياحي أمام الأوروبيين اعتبارا من الخميس، وكذلك بولندا التي بات بامكان كل الرعايا الأوروبيين دخولها اعتبارا من السبت.
وستعمد إسبانيا الى تقديم موعد هذه الخطوة الى 21 حزيران/يونيو بدلا من 1 تموز/يوليو كما كان مقررا لتفتح كل الحدود مع الاتحاد الأوروبي باستثناء البرتغال.
والاثنين، وصل سياح ألمان إلى ارخبيل الباليار في إطار مشروع خاص.
وقال جورج كاسباش الاتي من نواحي كولونيا والذي يملك شقة في الجزيرة "نحن مسرورون جدا لكوننا هنا. اننا نعشق مايوركا، نأتي مرارا كل عام".
وفي فرنسا حيث تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة حوالى 30 ألف شخص، أعتبر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الإثنين أن بلاده "تجاوزت الجزء الأكبر من وباء" كوفيد-19. وستفتح الحضانات والمدارس أبوابها مجددا اعتبارا من 22 حزيران/يونيو.
وتستعيد باريس، المدينة التي يزورها أكبر عدد من السياح في العالم، تدريجيا وضعها الطبيعي. وسمح للمقاهي والمطاعم بإعادة فتح أبوابها بعدما فتحت مساحاتها الخارجية في أوائل حزيران/يونيو، وسيتمكن السياح من زيارة برج ايفل شرط أن يصعدوا عبر السلالم.
وإيطاليا الدولة الأوروبية الأكثر تضررا بالوباء، حيث سجلت 34 ألف وفاة أعادت فتح حدودها في 3 حزيران/يونيو لكنها رصدت بؤرتين جديدتين في الآونة الأخيرة في روما.
وفي الصين، التي ظهر فيها الوباء لأول مرة السنة الماضية، رصد عدد كبير من الحالات في العاصمة الأسبوع الماضي، وبخاصة حول سوق تشينفادي، في جنوب العاصمة التي ظلت بمنأى نسبيا عن الوباء.
وسجلت بكين، منذ يوم الجمعة، 79 إصابة جديدة، ما دفع السلطات الى اغلاق العديد من المناطق السكنية اضافة الى اغلاق المواقع الرياضية والثقافية مجددا.
وأدت هذه القفزة، التي تتزامن مع استمرار تسجيل الإصابات في الولايات المتحدة، إلى انخفاض في أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية وفي اسعار النفط الاثنين.
وأعتبر إيبيك أوزكاردسكايا، المحلل في سويسكوت بنك "أن زيادة الاصابات الجديدة، في الصين والولايات المتحدة، هي مصدر قلق متزايد بالنسبة للسوق الذي يخشى (...) إغلاقا آخر".
وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية فان الوباء تسبب بوفاة أكثر من 433 ألف شخص وإصابة أكثر من 7,9 ملايين شخص في العالم. ويواصل انتشاره في أميركا اللاتينية وايران وجنوب آسيا.
ومع إجمالي 43 ألفا و332 وفاة أحصيت الأحد، تبقى البرازيل ثاني دولة أكثر تضررا بالوباء في العالم بعد الولايات المتحدة (115 ألفا و732 وفاة).
في تشيلي، الدولة التي رصدت سبعة آلاف حالة في 24 ساعة، حذر وزير الصحة انريكي باريس مواطنيه من ان الأسوأ آت. وقال "اعتقد أنه في آب/اغسطس فقط، سنرى نتيجة جهود الحجر الصحي اذا احترمها الناس".
وأحصت الولايات المتحدة 382 وفاة إضافية بالفيروس الاحد (الحصيلة اليومية الأقل منذ عدة أسابيع)، وتواصل في المقابل تسجيل حوالى 20 ألف إصابة يوميا.
والاثنين، حذرت ايران، البلد الاكثر تضررا في الشرق الاوسط، انها قد تعيد فرض تدابير مشددة بهدف احتواء تفشي الفيروس، معلنة اكثر من مئة اصابة لليوم الثاني على التوالي.
أدى الوباء الى استنفاد طاقات الأنظمة الصحية في مختلف أنحاء العالم لا سيما في الهند حيث ذكرت وسائل إعلام أن العديد من المرضى يتوفون بعد رفض ادخالهم الى المستشفيات بسبب عدم توافر أسرة كافية.
وتوفي رجل الأعمال من نيودلهي اشواني جاين في سيارة إسعاف بحسب ما روت ابنته البالغة من العمر 20 عاما بعد محاولات غير مجدية لتأمين سرير له في مستشفيات العاصمة. وقالت "لا يهمهم إن عشنا او متنا".
في هذا البلد، حيث سجلت أكثر من تسعة آلاف وفاة و300 ألف إصابة، تتكدس الجثث في المشارح لان موظفي المقابر والمحارق باتوا غير قادرين على العمل بالوتيرة الحالية.
ومع تدهور الوضع، امرت ولاية تاميل نادو في جنوب البلاد الاثنين باعادة فرض العزل على مدينة شيناي التي تضم اكثر من 15 مليون نسمة، وذلك من الجمعة حتى نهاية حزيران/يونيو.
في باكستان المجاورة حذرت الحكومة من أن عدد الإصابات قد يتضاعف بحلول نهاية حزيران/يونيو وان يتجاوز المليون في نهاية تموز/يوليو.

الأكثر قراءة