من بيت الفنان إلى العالم .. فن سعودي يكسر ملل العزلة

من بيت الفنان إلى العالم .. فن سعودي يكسر ملل العزلة
عمل مسرحي سابق للفنان أحمد يعقوب.
من بيت الفنان إلى العالم .. فن سعودي يكسر ملل العزلة
بوستر المسرحية الافتراضية.
من بيت الفنان إلى العالم .. فن سعودي يكسر ملل العزلة
جانب من العرض الافتراضي.

كسر الفنانون السعوديون حالة العزلة التي تسببت فيها جائحة كورونا، وأثرت في المناشط الثقافية كافة في المملكة والعالم، من خلال إقامة حفلات غنائية ومسرحيات من بيوت الفنانين، نقلتها الكاميرا عبر شبكة الإنترنت، إلى ملايين البيوت حول العالم.
في المملكة، لم تتوقف عجلة الإبداع الثقافي والفني، وإن بطأت وتيرتها قليلا، إلا أنها تأقلمت مع الأوضاع الراهنة، وطوعت التقنية الحديثة لخدمتها.
ملحمة غنائية
أهم الأعمال التي كسرت عزلة كورونا هذه الفترة كانت الملحمة الغنائية "سلام من السعودية"، التي انطلقت قبل أيام بمشاركة 13 فنانا وفنانة سعودية، تغنوا بموروث المملكة الثقافي والتاريخي، لكن عن بعد، من بيوتهم، التزاما بالتعليمات الصحية ومبادئ التباعد المجتمعي.
الأوبريت الوطني هو فكرة تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تغنى بجميع مناطق المملكة، باختلاف ثقافاتها وجغرافيتها وعاداتها، من كلمات الشاعر عبدالله أبو راس، وألحان أحمد الهرمي، وتوزيع سيروس، وغناء الفنانين - حسب الظهور - محمد عبده، طلال سلامة، راشد الماجد، جابر الكاسر، خالد عبدالرحمن، أصيل أبوبكر، رابح صقر، راشد الفارس، عبدالمجيد عبدالله، عايض يوسف، عبادي الجوهر، داليا مبارك، وماجد المهندس.
الشاعر أبو راس، قال "إن هذا الأوبريت عبارة عن هدية بسيطة لمناطق المملكة كافة، لأنه يتكلم عن جميع المناطق الإدارية في المملكة وعددها 13، ويشتمل بداخله على بعض الإشارات وبعض السمات التي تتميز بها كل منطقة، هو أوبريت مختصر، سريع، خفيف، الهدف منه تسليط الضوء على مكامن القوة والتنوع والثراء التي تحفل بها جميع المناطق".
من جهته، عبر الفنان محمد عبده عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل، وقال في بيان صحافي، تلقت "الاقتصادية" نسخة منه، "إن العمل تحية من أرض السلام.. أرض الإسلام مكة المكرمة.. الإسلام هو تحية لجميع العالم، فإليكم تحية الإسلام.. تحية سلام من السعودية".
أما الفنان عبدالمجيد عبدالله، فعدّ أغنية "سلام من السعودية" غيضا من فيض "مما يجب أن نغرد به لأجل وطننا الغالي"، فيما قال الفنان راشد الماجد، "ليس غريبا منا نحن الفنانين أبناء المملكة العربية السعودية هذا الاتحاد والتكاتف الفني تأكيدا على حبنا لوطننا".
وتحدث الفنان عبادي الجوهر، عن العمل بأن "الوطن يستاهل عديدا من الأعمال الوطنية كأغنية (سلام من السعودية) التي تجمع الكل"، مبديا تفاؤله بعديد من الأعمال الفنية المقبلة المماثلة، التي تعمل على إبراز صورة الوطن، ولا سيما في ظل ما يزخر به من تنوع ثقافي وتاريخي يفخر به الجميع.
مسرحية افتراضية
للمرة الأولى في تاريخ المسرح السعودي، كان المشاهدون، السبت الماضي، على موعد مع مسرحية افتراضية لفنانين اثنين، هما أحمد يعقوب ومحمد جميل، وإخراج أحمد الشايب، حضرها وشاهدها عبر "يوتيوب" نحو خمسة آلاف متفرج.
في مسرحية "1441" الافتراضية غابت خشبة المسرح والجمهور المباشر، لكنه كان حاضرا عبر الأجهزة الذكية، وتدور فكرة المسرحية حول طبيب يجري تجارب للسيطرة على المشاعر والأحاسيس والعواطف، ويستعين بإعلامي مغمور لمساعدته.
عربيا، كان للمسرح نصيب من الفضاء الافتراضي، ففي مدينة القدس نظم مهرجان "مسرح الحكواتي" عبر موقع فيسبوك، فيما شهدت مدن عربية إقامة مسرحيات ومهرجانات افتراضية، ومن أبرز التجارب في هذا المجال، تجربة مهرجان "عن بعد للمونودراما"، في القاهرة، الذي يختص بمسرح الممثل الواحد، وأتاح للمشاركين عبر "فيسبوك" التنافس في مجالات التمثيل، الغناء، العزف، الستاند أب كوميدي، الشعر، الحكي، والرقص، ونجح المهرجان في مهمته، بعد أن أعلنت لجنة التحكيم تلقيها أكثر من 550 مشاركة.
حفلات دون جمهور
في أسلوب جديد من الحفلات، شهد الأسبوعان الماضيان إقامة خمس حفلات غنائية، لكبار المطربين السعوديين والعرب، لكن من بيوتهم، عبر إحدى منصات البث الرقمية الترفيهية، التي شهدت تفاعلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتصدرت الترند في عدد من الدول العربية، والترند العالمي.
وجاءت الحفلات نتيجة تعاون بين الهيئة العامة للترفيه، بالتعاون مع روتانا للصوتيات والمرئيات، والمكتب الفني في مجموعة MBC، وكان أربع من هذه الحفلات الفنية خلال أيام عيد الفطر المبارك، وحفلة خامسة نظمت الخميس الماضي، فيما تتجه الأنظار اليوم إلى بيت الفنان اللبناني وائل كفوري، لمشاهدة الحفلة السادسة.
وبثت الحفلات من بيوت الفنانين إلى بيوت ملايين من المشاهدين حول العالم، قدم هذه الحفلات الإعلامي علي العلياني، الذي نقل في مقابلات مع النجوم قبل بدء كل حفلة أجواء الحظر والتباعد المجتمعي، وكيف يعيش النجوم أجواء أزمة كورونا.
وكانت هذه المقابلات مهمة للجمهور، الذي طالما تساءل: كيف تأقلم المبدعون مع هذه الأزمة القاسية؟ ففي الحفلة الأولى للفنان ماجد المهندس، قال "إنه عكف على ممارسة الرياضة بشكل مكثف"، فيما كشف فنان العرب محمد عبده، نجم الحفلة الثانية، بطريقة طريفة عن تأثير الحجر الصحي والتزام المنزل فيه، واصفا الأمر بـ"رب ضارة نافعة"، في إشارة إلى الجلوس والتواصل مع العائلة، مشيرا إلى أنه اكتشف أن أولاده عشرة بعد أن كان يظنهم تسعة، وجاءت الحفلة لتخرج "أبو نورة" من التأثير السلبي للأجواء، التي كشف عنها نجل فنان العرب، حينما قال في تغريدة "إن والده يعاني اكتئابا خفيفا بعد جلوسه في المكان نفسه لأطول فترة في حياته"، داعيا جمهوره إلى إرسال رسائل تفرحه خلال حفلته الافتراضية.
أما الحفلة الثالثة، فكانت للسندباد راشد الماجد، الذي قال "إنه "كوروني" من أول"، فالماجد كان يرتدي الكمامات قبل أزمة كورونا، إلا أنه زاد أربعة كيلو جرامات في وزنه، وأضاف أن "جائحة كورونا أعطته دروسا قيمة، وأظهرت معادن أشخاص كثيرين كانوا فداء للآخرين بأرواحهم، خاصة من كانوا في الصفوف الأولى".
فيما كانت الحفلة الرابعة لشمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، التي كشفت عن موهبتها كشاعرة، فقد كتبت نصوصا بالفعل في أزمة كورونا، لكنها لم تفضل إطلاقها هذه الفترة. وفي الحفلة الخامسة قالت الفنانة اللبنانية إليسا "إن أزمة كورونا ظرف صعب"، لكنها أكدت أنها معتادة طوال حياتها على أن تتأقلم مع أي ظرف، وتعلمت خلال الأزمة الاهتمام بمنزلها وصحتها، وتعلمت الطهي أيضا.

الأكثر قراءة