قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

كيف تعاش الحياة

كيف تندمج بسهولة وسط مجموعة من الناس؟ كيف تتعامل مع العنف؟ كيف تتأقلم مع فقدان شخص عزيز؟ مثل هذه التساؤلات حاضرة في حياة معظمنا، وهي جميعها ترجمات متعددة لسؤال واحد كبير: كيف نعيش؟ كتب مونتاني تأملات حرة لأفكاره وتجاربه كما لم يكتب أحد من قبل.. بعد أكثر من 400 عام لا تزال الناس منجذبة إلى قراءته بفعل سحره وصدقه.. القراء يسعون إليه طلبا للرفقة والحكمة والتسلية، وأيضا كي يتواصلوا مع أنفسهم، وهذا ما سنجده في هذه السيرة الملهمة.. إنه كتاب عن الفقدان، وعدم القلق من الموت، وعن الحب، فـ "الحب عظيم لأنه سر يصعب فهمه.. إذا دق قلبك بعاطفة عصية عن الوصف.. ادخل"، وعن الصحبة "ولدت للصحبة والصداقة"، وعن المودة "المودة كلمة صغيرة لكنها ذات كثافة لا نهائية.. تسهم في تحسين عيش الناس أكثر من الشفقة، والأعمال الخيرية والتضحية بالنفس". وعن بهجة المعرفة "إذا لقيت صعوبة في القراءة، لا أقضم أظافري، بل أضع ما أقرأه جانبا، لا أفعل شيئا من دون بهجة".

تنين الجليد

أحبت آدارا الشتاء أكثر من سائر الفصول، فحين يحل البرد على العالم يأتي تنين الجليد، لطالما كانت تنانين الجليد نادرة، حتى في تلك الأيام، وحين يرى أحدها يظل الأطفال يشيرون متعجبين، ويتمتم الكبار ويهزون رؤوسهم، فعندما تظهر تنانين الجليد في الأنحاء فهذا نذير بشتاء طويل قارس، حين يخفق تنين الجليد بجناحيه تهب الريح الباردة وتدور دوامات الثلج العنيفة ويبدو العالم كأنه ينكمش ويرتعش، ولما يفتح فاه العظيم ويزفر فما يخرج منه ليس نارا، فتنين الجليد ينفث البرد. غير أن آدارا طفلة الشتاء، وهو صديقها الوحيد، ومعا عليهما إنقاذ من تحبهم عندما تهاجم تنانين النار موطنها، لكن فقط إذا كانت مستعدة لدفع الثمن.. في هذه القصة للكاتب الأمريكي جورج ر. ر. مارتن نرى بذور الأفكار التي طورها لاحقا في العمل الضخم الذي قدمه بعد ذلك للناضجين، هنا يقدم صاحب "أغنية الجليد والنار" قصة بسيطة لكن حافلة بسحر وجمال كتاباته ولغته الشعرية، تشجع القراء الصغار والكبار على دخول عالم الخيال من باب واحد من أفضل من كتبوا فيه.

غرفة المسافرين

الكتاب ليس رواية، ليس سيرة ذاتية للمؤلف، ليس كتابا في الرحلة، ليس كتابا في الفلسفة، ولا في العمارة، وليس كتابا حول القراءة، لكنه كل ذلك.. الحكاية هى روح النص، والأماكن حاضرة بما يكفى لكي نشعر أننا انتقلنا إليها، والكتب التي قرأناها سنراها هنا بطريقة مختلفة، والتي لم نقرأها سيجعلنا هذا الكتاب نسعى إليها.. يكتب عزت القمحاوي عن خفة الكائن خارج مكان عيشه الأصلى، عن السفر بوصفه موتا لذيذا نعود منه لنتأكد أن من نضحي بحايتنا من أجلهم يستطيعون العيش من دوننا، يكتب عن الأماكن التى تنادينا لزيارتها وتلك التي نزورها ونغادرها من دون أن نراها، عن "تمثيل الحياة على الطائرة" وعن رفيقتنا الصامتة "الحقيبة" ومشاعرها في رحلاتنا السعيدة والحزينة، يكتب عن أشياء صغيرة وأحاسيس سبق أن عشناها، لكننا لم نفكر فيها من قبل، عن طبع العدوان المتأصل في الجمال، عن نظرة التمثال التي ترتد إلينا وتجعلنا نشعر بنقصنا، عن إثارة العيش في جزيرة.

الأكثر قراءة