«الحب في زمن الكورونا» .. تضيء على أزمات هذه المرحلة

"الكورونا" مفردة زرعت الرعب داخل البشر، فهي التي تنذر بالسوء أينما حلت، نظرا إلى الخطر الذي تشكله منذ ظهورها إلى حد الآن.. ومع مرور الوقت غير كورونا مفهوم العولمة، وأصبح للتقنية الأولوية في جميع التعاملات، إن من خلال العمل عن بعد، أو التعليم عن بعد، حتى إنه أثر في الثقافة من خلال تشجيع الناس على القراءة، كونهم يلازمون منازلهم، فكيف إذا ما كان الكتاب الذي سنقرأه عن كورونا نفسه.
بعد الإعصار وقبيل كورونا
منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، سارع بعض الكتاب إلى اقتناص فكرة إصدار كتب عن هذا الفيروس الذي هزم العالم، فأصدرت الكاتبة المصرية أماني التونسي كتابها "ليالي الكورونا - الحب في زمن الكورونا"، ألقت خلاله الضوء على ناحية مناقضة للمرض ألا وهي الحب والسعادة، منتشلة القارئ من كآبة الحظر، محاولة إعطاءه مساحة من الأمل والحب في هذه الظروف العصيبة.. إنه كتاب يحكي عن عمارة واحدة في القاهرة يسكنها عدد من الأسر بعد الإعصار الذي عصف بمصر قبيل كورونا، تتألف العمارة من أربعة أدوار وفي كل دور عائلة لديها حالة مختلفة عن الأخرى، تبدأ معاناتهم مع الإعصار وتكمل مع كورونا.
البداية من الدور الرابع
تستهل الكاتبة الأحداث من الدور الرابع في العمارة وتصل إلى الأول، وفي كل دور حبكة متقنة، في الرابع تم إلغاء حفل زفاف عمرو وهبه في القاعة، بسبب الإعصار الذي اجتاح البلاد، فقررا إتمام الزواج وسط عائلاتهما بالسيارات، وتبدأ الزفة ثم يصلان إلى العمارة لتكمل معهما أحداث سيئة تنذر بالشؤم من لحظة دخولهما العمارة وتكمل إلى اليوم التالي.. فماذا حصل لهما وما تفاصيل هذه الحالة وكيف تخطيا ما حصل لهما؟
مشكلات أسرية
في الدور الأرضي تسكن فاطمة وحافظ، هما في سن الـ60، يعيشان بمفردهما بحكم سفر أولادهما وعائلاتهما، يحبان بعضهما لكنهما يختلفان دوما على قصص كوميدية، فما هذه القصص وكيف تعايشا مع كورونا؟
أما الدور الأول فيسكنه سليم وياسمين وأولادهما، سليم وياسمين، مطلقان منذ شهور، ويأتي سليم لزيارة أبنائه، فيحدث الإعصار ثم الحظر، ويقتربان من بعضهما، فهل سيتراجعان عن الطلاق، وهل كورونا سيعيد إحياء حياتهما الزوجية؟
قصة مختلفة في الثاني
نصعد في الرواية إلى الدور الثاني الذي يحوي بين جدرانه عائلة مجدي، الرجل الخمسيني المتزوج من عبلة ولديهما أربعة أولاد، يكبرهم وليد البالغ من العمر 25 عاما، وتصغرهم خديجة ابنة العشرة أعوام، هذه العائلة هي نموذج لكثير من العائلات التي سافر فيها الوالد إلى الخليج لكسب لقمة العيش وترك الأم تربي العائلة، لكن كورونا دفع بمجدي الذي نزل من الكويت لرؤية عائلته، وعلق بعد كورونا ولم يستطع السفر مجددا، وهنا تبدأ الخلافات الأسرية.. فكيف ستنتهي وماذا سيحل بعائلة مجدي، الذي بدأ يتعرف على عائلته من جديد؟
خلافات زوجية
تغلق الرواية باب الدور الثاني وتصعد الكاتبة أماني التونسي إلى الدور الرابع لتعرض لنا مشكلة جديدة بذورها كورونا، وهي قصة ممدوح ومريم، ممدوح يعمل في شركة أدوية وهو صيدلي يجلس بسبب الحظر في المنزل وتبدأ الخلافات مع مريم، التي تعاني مرض الـ OCD، وهو اضطراب نفسي وسواس قهري، فهي تريد كل شيء في المنزل نظيفا ومنظما، وتتوتر إذا لم تكن الأشياء في مستوى بعضها، وحينما تعلم بكورونا يتحول منزلها إلى مستشفى، فكيف سيتعامل ممدوح مع هذا الأمر؟
فكرة الرواية
في حديث خاص مع صحيفة "الاقتصادية" قالت الكاتبة المصرية أماني التونسي، "إن فكرة الرواية التي تتألف من 220 صفحة انبثقت منذ بداية الإعصار في مصر، وفي الأسبوع نفسه بدأ كورونا أيضا ينتشر، واتخذت الحكومة إجراءات احترازية لمحاربة الوباء، أبرزها كان تطبيق حظر التجول، إضافة إلى كل ذلك أقفلت المطارات في كل دول العالم، فوجدت أن هذا حدث يستحق التوقف عنده، خاصة أن العالم يحارب فيروسا.. هي فكرة حديثة في حد ذاتها، ومن هنا ولدت فكرة رواية "الحب في زمن الكورونا".
قصص واقعية
وعن القصة تقول أماني، "إنها إسقاط على مصر وما يحصل فيها"، وأكدت أن الرواية رومانسية درامية، تطرح كيفية التعامل مع الأزمات، واستقبال الشائعات، إضافة إلى كيفية التعامل مع بعضنا بعضا خاصة بعد البعاد الذي فرضه الوضع العام على كثير من العائلات المصرية، وشددت على أن القصص واقعية وحقيقية حصلت في زمن كورونا، لكنها عادت لتوضح أن بعض المشاهد الأدبية يكون من خيال الكاتب، الذي يأتي به من وحي الأحداث التي حصلت.
وعن مستقبل الرواية التي استغرقت نحو شهر ونصف في كتابتها، قالت التونسي، "إنها ستعمل جاهدة على طرحها ليس فقط كرواية مطبوعة أو نشرها أونلاين فقط، بل بإذن الله ستصورها كعمل درامي، غير محدد إلى الآن إذا كان مسلسلا أم فيلما، لكن من المؤكد أن "الحب في زمن الكورونا" يجب أن يتجسد في عمل درامي. رغم مساوئ كورونا، إلا أنه لا شك أوجد أحداثا مختلفة لكثير من القصص الثقافية والدرامية، وبالطبع سنشهد عديدا من الإصدارات حول هذا الموضوع.
من أماني التونسي؟
يذكر أن الكاتبة أماني التونسي يصدر لها قريبا فيلم جديد باسم "توأم روحي"، وهو من بطولة حسن الرداد، أمينة خليل، عائشة بن أحمد، ومن إخراج عثمان أبو لبن، وقد صدر لها في فبراير 2020 فيلم "بين بحرين" الذي تدور أحداثه حول فتاة تدعى زهرة، التي غير الختان مسار حياتها تماما بعد أن تعرضت له ابنتها الصغيرة، وقام ببطولته كل من: فاطمة عادل ومحمود فارس وثراء جبيل، ومن إخراج أنس طلبة، وقد شاركت السيناريست مريم ناعوم في كتابة القصة، وحصل الفيلم على ست جوائز كأفضل سيناريو وحوار، منها مهرجان أسوان لأفلام المرأة في 2019، ومهرجان تاز في المغرب.
كما صدر لها في بدايات 2019 الفيلم السينمائي الأول لها تحت عنوان "قصة حب"، دارت أحداثه حول المهندس "يوسف"، الذي يحاول شقيقه دفعه إلى الزواج، وأثناء ذلك يقع حادث لـ"يوسف" يفقد فيه بصره، وبالمصادفة في أحد الأيام يصطدم بالفتاة "جميلة"، التي تهتم به وترعاه فيما بعد، وتتعلق بحبه، لكن يبدو أنهما سيتعرضان لاختبار صعب، عندما يصبح على كل منهما أن يثبت حبه للآخر.