الاتحاد الأوروبي يبحث عن حل للركود الاقتصادي ونحو 184 ألف وفاة بكورونا في العالم

الاتحاد الأوروبي يبحث عن حل للركود الاقتصادي ونحو 184 ألف وفاة بكورونا في العالم

يحاول قادة الاتحاد الأوروبي الخميس تجاوز انقساماتهم لمواجهة الركود الناجم عن تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة قرابة 184 ألف شخص في العالم ويُتوقع أن يترك أثره لمدة طويلة على حياة مليارات الأشخاص.
وبدأت دول أوروبية عدة، شجّعتها مؤشرات تحسّن على صعيد تفشي المرض رغم أعداد وفيات لا تزال مرتفعة، بتخفيف إجراءات العزل التي فرضتها على السكان وبإعادة إطلاق نشاطها الاقتصادي الذي سجّل إلى تراجعاً تاريخياً.
ومن المتوقع، بحسب أرقام صندوق النقد الدولي، أن يسجل الاتحاد الأوروبي تراجعاً بنسبة 7,1 في المائة في إجمالي ناتجه الداخلي هذا العام، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
في منطقة اليورو، سجل نشاط القطاع الخاص انهيارا بوتيرة "غير مسبوقة" في نيسان/أبريل، وفق مكتب "ماركيت" للخدمات والمعلومات المالية الذي يعتبر أن هذه المعطيات "تنذر بانكماش فصلي في اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 7,5 في المائة .
مقابل هذه الأرقام، يعمل قادة أوروبا على خطة إنعاش، فيما سجّلت القارة العجوز اليوم عند الساعة 11,00 ت غ 113855 وفاة.
وقبل بضع ساعات من الاجتماع عبر الفيديو، تعهّدت المستشارة الألمانية أنديلا ميركل، في مبادرة تضامن، المساهمة بشكل أكبر في ميزانية الاتحاد الأوروبي، رغم أنها كررت رفضها تشارك الديون الوطنية.
في ألمانيا، فتحت متاجر الأغذية والمكتبات ووكلاء السيارات وغالبية المحال التي لا تزيد مساحتها عن 800 متر مربع، أبوابها الاثنين. وتبقى المطاعم والأماكن الثقافية والنوادي الرياضية مغلقة. وسيُعاد فتح المدارس الابتدائية والثانوية تدريجياً.
لكن ميركل رأت أن "التسرع سيكون خطأ"، في وقت حذّرت منظمة الصحة العالمية مرة جديدة الأربعاء من أي تراخ في مكافحة الوباء الذي تخشى أن يسبب موجةً جديدةً من الإصابات.
وبدأت النمسا والنروج والدنمارك أيضاً تخفيف إجراءات العزل فيما تستعد إيطاليا وفرنسا وسويسرا وفنلندا ورومانيا لتخفيف الحجر بحذر.
وسجّلت بريطانيا الخميس 616 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجدّ في المستشفيات، ما يرفع حصيلة الوفيات في البلاد إلى 18738 منذ بدء تفشي الوباء العالمي.
وأفادت وزارة الصحة أن 138078 شخصاً ثبُتت إصابتهم في بريطانيا. ولا تشمل الحصيلة التي تعلنها السلطات، الوفيات جراء الفيروس في دور العجزة حيث تُوفي، بحسب مسؤولين في القطاع، آلاف المسنّين.
في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم مع 46583 وفاة، قررت ولاية جورجيا إعادة فتح مراكز محال العناية التجميلية وصالات الرياضة اعتبارا من الجمعة. وستعيد دور السينما والمطاعم فتح أبوابها الاثنين، وسيترتب عليها فرض تدابير صارمة من حيث المسافة الصحية اللازمة.
ورفض كثيرون القرار بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رغم أنه متحمّس جداّ "لإعادة إطلاق" اقتصاد أول قوة اقتصادية في العالم.
وتبدأ فيتنام التي تسجّل رسمياً أقل من 300 إصابة ولا وفيات لديها، بالخروج من العزل. ومنذ مطلع فبراير، كانت فيتنام علّقت كل الرحلات إلى الصين وأغلقت حدودها الأرضية مع الجمهورية الشعبية الممتدة على 1300 كلم.
وأعربت مجموعة مستثمري آلية التمويل العالمي وهي هيئة تساعد في التنمية، عن خشيتها الخميس من أن يتضاعف وباء كوفيد-19 متسبباً بـ"أزمة صحية ثانوية" تطال خصوصاً النساء والأطفال.
ومع القيود المفروضة على التنقلات، سيزيد النقص في معدات الوقاية للعاملين في مجال الرعاية الصحية والخسائر في المداخيل وستتأثر سلباً عمليات الولادة في المستشفيات وتلقيح الأطفال بشكل خاص. وتشير المجموعة الممولة من البنك الدولي إلى أن هذه الأمور هي "بين المحركات الرئيسية للانخفاض مؤخراً في معدلات وفيات الأمهات والأطفال في العالم".
ومطلع الأسبوع، عبرت الأمم المتحدة عن تخوفها من "كارثة إنسانية عالمية". وقالت إن عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة يمكن أن يتضاعف ليبلغ "أكثر من 250 مليون شخص بحلول نهاية 2020".
في مدينة كومانا في فنزويلا، أُصيب سبعة أشخاص بجروح الأربعاء خلال تظاهرة للمطالبة بالطعام تحولت إلى عمليات "نهب" للمحال التجارية.
وقال فريدي ماغو، وهو مزارع انضم إلى المتظاهرين، لوكالة فرانس برس، "ليس لدينا غاز ولا ماء ولا طعام لنأكله (...) لا يوجد وقود للنقل".
ومع الاستعداد لبدء شهر رمضان، دعا رئيس طاجيكستان، الدولة التي تؤكد أنها لا تزال بمنأى عن الوباء العالمي، الخميس إلى عدم الصوم لتجنّب التعرض "للأمراض المعدية".
في إفريقيا، أطلقت دول عدة أو قنوات خاصة تعليما عبر التلفزيون لمحاولة تعويض إغلاق المدارس والجامعات.
وأعلنت الصين الخميس أنها ستدفع ثلاثين مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية بعد تعليق الولايات المتحدة مساهمتها المالية في المنظمة الأسبوع الماضي.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن هذا المبلغ "سيستخدم في الوقاية من وباء كوفيد-19 ومراقبته ودعم تطوير الأنظمة الصحية في الدول النامية".
وانتعش السباق لتطوير لقاح في العالم بمشاركة كل الدول والمختبرات الكبرى وشركات الأدوية بعدما أعطت السلطات الاتحادية الألمانية المكلفة المصادقة على اللقاحات، الأربعاء الضوء الأخضر لمختبر "بايوتيك" والمجموعة الأميركية العملاقة لصناعة الأدوية "فايزر" لإجراء تجارب سريرية على البشر.
ويجري حاليا، حسب خبراء، اختبار خمسة مشاريع لقاحات على البشر في العالم. لكن يتوقع أن يحتاج تطوير مركب فعال وآمن بين 12 و18 شهرا على الأقل.
ويُقترض أن تطلق جامعة "أوكسفورد" البريطانية الخميس تجارب سريرية على البشر للقاح، معربة عن أمل طموح للغاية في أن تجعله متاحاً في الخريف لاستخدامه على نطاق واسع.

 

سمات

الأكثر قراءة