المرأة في مواجهة كورونا

 يقال إن المرأة هي نصف المجتمع ومن وجهة نظري أنها كل المجتمع في الأزمات. نعم إنها عمود البيت ومربية الأجيال ومطببة الجرحى. تبدأ المسألة من اختيارك أما صالحة لأبنائك ليس من أهم مقاييسها الجمال والرشاقة والأناقة، إنما هذه مجرد مكملات لرجاحة عقلها ودينها وأخلاقها وفي الأزمات تظهر حقائق الأشياء!

تقف المرأة اليوم في الخطوط الأمامية كخط دفاع ضد هذه الجائحة عن أسرتها الصغيرة ومجتمعها الكبير ووطنها والعالم بأسره.
من المنزل تبدأ مهمتها في الحفاظ على أسرتها، بداية من البعد عن الإشاعات وما يتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خرافات وتوصيات، أو تحذيرات لا أساس لها من الصحة من الباحثين عن الشهرة وبائعي الوهم، مرورا بتطبيقها جميع التعليمات الصحية في معسكرها الصغير من المحافظة على النظافة الشخصية وأهمها، غسيل الأيدي وتجنب الاجتماعات والتقارب وتعليم كبار السن والأطفال كيفية التعامل الصحيح مع الأزمة، ومتابعة تطبيق باقي أفراد الأسرة لاشتراطات السلامة والوقاية من العدوى، والحد من خروجهم إلا في أضيق الحدود، بجعل البيت ملاذا جاذبا لساكنيه.
كما يقع على عاتقها مهمة كبيرة لرفع مناعة أفراد أسرتها وتعويدهم حياة صحية واغتنام هذه الفرصة لتغيير أسلوب حياتها وحياتهم باختيار الطعام الصحي، واستبدال الحلويات بالفواكه والتسالي بالمكسرات، وممارسة الرياضة المنزلية. إنها تقوم بدور مقدم الرعاية الصحية ولكن داخل المنزل، فهي المسؤولة عن نشر الوعي في المنزل والإشراف على تطبيق التعليمات.
كما تمثل المرأة صمام الأمان في معسكرها الصغير "المنزل" بتقديم الدعم النفسي لأفراد أسرتها ومساندتهم في تجاوز الأزمة بالتخفيف من قلقهم وبتكاتفهم وإيمانهم إنها أيام وتمر إذا التزمنا بالتعليمات، لذا كونوا عونا لها في مهامها.
تظل المرأة دوما الدرع الواقية لأسرتها والمسؤول الأول عن سلامة ممارساتها وسلوكياتها الصحية، إضافة إلى دورها خارج المنزل إذا كانت تعمل في أحد القطاعات التي تتطلب وجودها في الميدان. قد يعتقد البعض أنني أبالغ لكنه الواقع انظروا حولكم بدقة، ستجدون أن كل حرف ينطبق على ذلك الجندي والمحارب والقائد المحنك داخل منازلكم، فتحية لكل امرأة قامت وتقوم بواجبها تجاه أسرتها دون كلل أو ملل أو منة ودون أن تظلم نفسها، بل تجعل من كل فرد شخصا مسهما بتوزيعها للأدوار، وابقوا دائما بخير!           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي