نظرة مركزة على فيروس كورونا «كوفيد - 19»
أخيرا وافق مجلسا المديرين التنفيذيين للبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية على زيادة حزمة التمويل السريع إلى 14 مليار دولار لمساعدة الدول والشركات في جهودها للوقاية من فيروس كورونا واكتشاف الإصابة به والتصدي لانتشاره السريع.
وتقوم فرق عمل البنك الدولي بإعداد مشاريع في 40 بلدا بتكلفة تصل إلى 1.7 مليار دولار في إطار حزمة التمويل السريع. وكانت وتيرة إعداد العمليات في أفغانستان وإثيوبيا الأكثر تقدما وستعرض على مجلس المديرين التنفيذيين للبنك. وستعقد أيضا اجتماعات لاتخاذ القرارات بشأن 14 بلدا آخر الأسبوع المقبل، وستنشئ هذه الاجتماعات إطارا للاستجابات السريعة في دول أخرى. وسيتيح لنا هذا النهج أن نكرر على وجه السرعة عملية ما في البلد نفسه، على سبيل المثال، إذا كانت مصارف التنمية متعددة الأطراف الأخرى تريد المشاركة في تمويل شريحة متابعة، أو أن تحاكي على وجه السرعة عملية في دولة ما في دول متعددة.
إضافة إلى هذه الحزمة، يجري تقديم الدعم في أزمة "كورونا" من خلال إعادة هيكلة مشاريع قائمة. وحتى الآن، يجري في 24 بلدا إعداد مشاريع تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار وتغطي كل منطقة نعمل فيها. وتسعى مؤسسة التمويل الدولية بفاعلية إلى البدء في إتاحة تمويل التجارة وتسهيلات رأس المال العامل للجهات المتعاملة معها. ومن المتوقع أن يتخذ مجلس المديرين التنفيذيين بانتظام إجراءات بشأن هذه الجهود.
وقد تحدثت من خلال مؤتمر فيديو مع المجلس العالمي لرصد التأهب الذي تشارك في رئاسته الدكتورة جرو هارلم برونتلاند رئيسة وزراء النرويج السابقة والمديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية، والحاج عاصي الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وناقشنا مع عدد من الزملاء انتشار فيروس كورونا، والإجراءات اللازمة لابتكار أدوات تشخيصية وعلاجات ولقاحات جديدة، ودعم "مجموعة العشرين" لتحالف ابتكارات الاستعداد لمواجهة الأوبئة.
وأجريت مناقشة بشأن موضوعات مماثلة مع الرئيسين المشاركين لمؤسسة بيل وميليندا جيتس. ولقد كان مقررا أن ألتقي بنفسي بيل وميليندا في سياتل، لكننا تواصلنا من خلال مؤتمر فيديو مثمر وناقشنا الشراكة المهمة بين مجموعة البنك الدولي ومؤسسة "جيتس" مع التركيز على الاستجابة في مواجهة فيروس كورونا.
وقد عقد فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اجتماعا عبر شبكة الإنترنت مع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من المنطقة لمناقشة احتياجاتهم وسبل التصدي لهذا "الفيروس". وفي الأسبوع الماضي، عقد حافظ غانم نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة إفريقيا اجتماعا عبر شبكة الإنترنت مع أكثر من 40 وزيرا للمالية ومحافظي البنوك المركزية الأفارقة لمناقشة احتياجات دولهم.
والأهم من ذلك، أننا حددنا مجموعة من أساليب المشتريات السريعة لدعم عمليات الشراء بالجملة، إضافة إلى المشتريات الموحدة التي تقودها الدول. وإننا نعمل بالاشتراك مع مصارف التنمية متعددة الأطراف الأخرى وصندوق النقد الدولي، بما في ذلك مؤتمر فيديو عقد ورأسه أكسيل فان تروتسنبرج المدير المنتدب للبنك الدولي لتقييم الاحتياجات الصحية الفورية وسبل تلبيتها، والتمويل المشترك للبرامج القطرية والاستعداد لمجابهة تأثيرات اقتصادية طويلة الأمد.
ويستمر تنفيذ العمليات المهمة الأخرى للبنك الدولي. فعلى سبيل المثال، أعاد البنك الدولي تخصيص 13.8 مليون دولار لمشروع قائم لتعزيز مكافحة غزو الجراد الصحراوي في كينيا. ويشمل هذا تمويلا لطائرات المراقبة، والمركبات، والمعدات، وأنشطة الرش الأرضي والجوي، واستعادت سبل كسب الرزق، وإنشاء ست محطات أرضية ستكون محطات تنسيق رئيسة لعمليات مكافحة الجراد. ومع أننا نركز بشدة على إبطاء انتشار فيروس كورونا، فإنه يجب علينا أيضا الاستمرار في توخي اليقظة والحذر من المخاطر الأخرى.
وانتقل جهاز موظفينا إلى العمل من منازلهم. وينطوي هذا الانتقال على تحديات، وتكررت خلال الرسائل الداخلية في البنك الدولي أمور بشأن الإنجازات والانتكاسات. إنني أشعر بالتفاؤل لرؤية صمود موظفينا ومثابرتهم في التركيز على الأنشطة الملحة، وسعيد بتكنولوجيا الاتصالات على سبيل المثال، عقدنا 800 جلسة فيديو متزامنة في وقت من الأوقات خلال اليوم في أنحاء العالم، وإجمالا 3700 جلسة على مدار اليوم. إن منظومتنا وعلاقات العمل الوثيقة وخبراتنا العالمية تتيح لنا المضي قدما ومواصلة عملنا.
وستشهد الأيام المقبلة كثيرا من التحديات الملحة. وإني أتقدم بخالص الشكر لموظفينا وزملائنا في أنحاء العالم الذين يعملون بهمة وحماس ويتحلون بالصبر لمعالجة هذه الأزمة المحتدمة.