الكورتيزون

 كثيرا ما يتردد اسم الكورتيزون في الأوساط الطبية، بل حتى المرضى أصبح الكورتيزون شائعا بينهم، واشتهر بين العامة أنه مضر وخطير، حتى إن بعض المرضى يخبر طبيبه المعالج بأنه لا يريد الكورتيزون.. فهل هذه التصورات حقيقية، حيث ينبغي تجنبه في كل الأحوال؟ أم أنه الدواء السحري كما يحلو للبعض أن يسميه؟ أم أنه كأي دواء آخر إذا تم تناوله تحت إشراف طبي ووفق الجرعات والطريقة المحددة يكون مفيدا؟ في البدء يجب أن نعلم بأن الكورتيزون أساسا أحد الهرمونات الرئيسة التي تفرزها الغدة الكظرية وبعد التعرف على تركيبته الكيميائية، تم تشييده وإنتاجه على مستوى تجاري.. ويعطى الكورتيزون للمرضى بعدة طرق، فمنه ما يؤخذ بالفم أو عبر الجلد أو عن طريق البخاخات أو الوريد.. ويستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، ويشمل ذلك أمراض الدم المختلفة وأمراض الجلد وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض المفاصل والعضلات وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض القلب وأمراض الغدد الصماء وغيرها كثير.. ولا شك أن اكتشاف الكورتيزون قد شكل نقلة نوعية في علاج كثير من الحالات المرضية، التي كان من الصعب علاجها بالأدوية التقليدية، لكن المشكلة برزت في مضاعفاته وآثاره الجانبية، التي تزداد وضوحا عند استخدامه مدة طويلة أو عند عدم الالتزام بالجرعات المحددة من الطبيب المعالج أو عند استخدامه بجرعات عالية.. إن لدى الكورتيزون قدرة فائقة على كبح الالتهابات بصورة سريعة، علما بأن هناك عدة أنواع مختلفة منه من حيث القوة، فمنه الضعيف والمتوسط والقوي والقوي جدا، ومن هنا، فإن الآثار الجانبية هي الأخرى تختلف من تركيز إلى آخر، فكلما زادت قوته زادت آثاره الجانبية والعكس صحيح، كما أن طريقة الاستخدام تلعب دورا أساسا في ذلك، ولذا فإنه من الأهمية بمكان أن يتم اختيار نوع الكورتيزون المناسب حسب حالة المريض، وأن يكون استخدامه بدقة وفق ما وصفه الطبيب وشرحه الصيدلي، سواء من حيث مدة العلاج أو كميته أو طريقة استخدامه.. وتؤكد المراجع العلمية خطورة التوقف المفاجئ عن استخدام الكورتيزون، إنما يتم تخفيض الجرعة تحت إشراف طبي تدريجيا.. من هنا، يتضح أنه لا بأس من استخدام الأدوية المحتوية على كورتيزون عند الحاجة إليها حتى لا يتضاعف المرض الذي لا يمكن علاجه إلا بها، لكن يجب أن يكون استخدامها وفق وصفة طبية وأن يلتزم بتعليمات الاستخدام كاملة.           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي