أي قوة هذه

لا حديث هذه الأيام يعلو على حديث خطورة الفيروسات وعن أسباب انتشارها وطرق الوقاية منها.. وبالأخص الفيروس المسبب لمرض كورونا فهو كما يقال مالئ الدنيا وشاغل الناس.. ولا شك أن المجتمعات سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية معذورة كل العذر في اهتمامها بهذا المرض، الذي انتشر وما زال ينتشر في بعض الدول كانتشار النار في الهشيم.. في هذا المقال لن أتحدث عن طبيعة هذا المرض ومدى تقلب الفيروس المسبب له ولا عن طرق الوقاية منه ولا الاحتياطات الواجب اتخاذها لتلافيه، فقد تم إيصال هذه المعلومات بصورة واضحة ومتكاملة من خلال مختلف وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وكذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.. وإنما سيتركز حديثنا عن القوة واللحمة العظيمة التي امتن بها الله سبحانه وتعالى على مجتمعنا السعودي.. فمع وجود أكثر الأماكن ازدحاما في العالم في بقعة واحدة، وهما الحرمان الشريفان في مكة والمدينة ومع كبر مساحة المملكة وامتداد حدودها الجغرافية، إلا أن التعامل مع هذا المرض كان في غاية الحكمة والجودة والإبداع.. فأعود لأقول نحمد الله أن مكن بلدنا من أن يعيش مواطنوه والمقيمون فيه بكل طمأنينة ورغد عيش، فلا ازدحام على أماكن بيع المواد الغذائية ولا على محطات الوقود ولا هلع أحاط بالناس، على خلاف ما نراه في كثير من الدول في شرق الأرض وغربها وفي شمالها وجنوبها.. إن أهم سبب من وجهة نظري هو ما يتمتع به أبناء هذا البلد من عقيدة صافية تشربوها من مناهج التعليم، وهي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ثم لثقتهم التامة بولاة أمرهم وأن قادة هذا البلد سيبذلون الغالي والنفيس للمحافظة على صحة وسلامة المواطن والمقيم في هذه الأرض المباركة، وهذا بالفعل ما تم حيث وجهت القيادة وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء وبقية الوزارات والقطاعات المختلفة على بذل كل ما تستطيع، للتصدي لهذا الوباء واتخاذ ما يلزم للسيطرة عليه ومنع انتشاره وهو ما تم بالفعل من خلال الدعم غير المحدود الذي قدمته الدولة لهذه القطاعات.. إننا وبحق لنفخر أن بلدنا في أيد أمينة تضع راحة وسلامة المواطن والمقيم قبل أي أمر آخر.. حفظ الله قادتنا وعلماءنا وبلادنا من كل سوء ومكروه.           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي