رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الطيور الغاضبة

 بقدر ما الأمراض والأوبئة مؤلمة، إلا أنها في الوقت نفسه ملهمة، ومن رحم المآسي تولد الرحمات.

 في أحد ليالي عام 2009 جلس جاكو إيسالو مصمم ألعاب الفيديو وحيدا في منزله، ووجدها فرصة للخلوة مع أجهزته والانغماس في عالمه "عالم الألعاب الإلكترونية" للخروج بفكرة تنقذ "شركة روفيو" التي تعاني ضائقة مالية، وتبحث عن حلول.
كانت الشركة قد بدأت فعليا في مشروع يخرجها من أزمتها، بتطوير لعبة لأجهزة هواتف آيفون الجديدة والمثيرة في ذلك الوقت؛ قام إيسالو وعديد من المطورين بطرح أفكارهم، لكن الشركة لم تقتنع بما قدموه إما لصعوبة اللعبة الشديدة أو لسهولتها حد الملل، اجتهد إيسالو في تلك الليلة للبحث عن فكرة ممتعة، وفي الوقت نفسه قوية ومميزة؛ فتح برنامج الفوتوشوب وبدأ في بلورة فكرته ورسم ما يدور في ذهنه، وكانت رسمته عبارة عن طيور سمينة مستديرة الشكل ذات حواجب كثيفة ومقطبة الجبين، وتتميز بمناقير صغيرة جدا وبدون أرجل؛ وهذا منحها ميزة، فهي تنطلق بشكل عمودي باتجاه أهدافها، التي كانت عبارة عن خنازير قامت بسرقة بيض الطيور، وتسببت في إثارة غضبها وجعلتها تتجه نحو الخنازير وتدمرها.
قد تتساءلون لماذا الخنازير بالذات؟ يعود السبب إلى انتشار "إنفولونزا الخنازير" في أثناء تصميم اللعبة، ما أعطى اللعبة طابعها المميز والفريد، الملامس لواقع الحال في تلك الفترة.
يقول إيسالو "لم أكن أعتقد أن الأمر كان مميزا وقتها حتى إني لم أخبر زوجتي عندما عادت إلى البيت"، ويكمل "فوجئت بردة فعل رؤسائي في العمل عندما شاهدوا التصميم على الشاشة، لقد أحدثت نظرة الطيور الغاضبة ضجة في المكان وجاذبية لا يعرف سببها، لدرجة أن أحد مؤسسي الشركة قال (ما إن رأيت اللعبة حتى وقعت في حبها، وانتابني شعور قوي ورغبة في أن ألعبها)". تلك هي لعبة "الطيور الغاضبة" التي اكتسبت شعبية هائلة في العالم الافتراضي، وحققت عائدات مالية كبيرة أنقذت الشركة من الإفلاس، وتم تطويرها فيما بعد لتعمل على مختلف الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة ألعاب الفيديو. لقد ربحت الشركة مئات الملايين، وحملت نسخة "الطيور الغاضبة 2" أكثر من مائة مليون مرة، وحصلت على تقييم خمسة من قبل ثلاثة ملايين لاعب في جميع أنحاء العالم.
السؤال: ماذا ستفرز لنا عقول مهووسي الألعاب الإلكترونية في هذه الأزمة، ومع طول البقاء في المنازل، هل ستتحول الخنازير إلى فيروسات، وهل سيجد اللاعبون مخرجا لهذه الأزمة الصحية والاقتصادية؟           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي