رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التفاعل مع «كورونا»

يمكن القول إن وزارة الصحة والجهات الأمنية ومختلف مواقع العمل حققت نتائج باهرة في تعاملها مع الانتشار المريع لهذا الفيروس الخطير. لقد حققت هذه الجهات ما حققت رغم إخفاء كثيرين معلومات سفرهم ومخالفتهم للأنظمة في وقت حساس وخطير، وتمكنت الأجهزة الأمنية من توفير السياجات الأمنية التي تحمي الأحياء والمدن والمنافذ وتلكم قضية شائكة ومتطلبة في مرحلة كهذه.
يشهد لنشاط هذه الأجهزة الانخفاض الشديد في الحالات المكتشفة رغم حجم المملكة والمساحات الشاسعة التي تشغلها واختلاف جهات قدوم من يفدون إليها، بل ووجود كثيرين منهم في دول ثبت أن الوباء منتشر فيها بشكل مخيف. أقارن نتائجنا بتلك التي ظهرت في أوروبا وأمريكا حيث عجزت كثير من أنظمة العزل والرقابة عن السيطرة على الأعداد المتسارعة، التي أظهرت أن هذه الدول لم تكن بمستوى الجاهزية المطلوبة. أميل إلى تغليب الخبرة الكبيرة التي تحملها أجهزتنا الوطنية من خلال تعاملها مع مواسم الحج والعمرة، والترتيبات الهائلة التي يتم تخصيصها لهذين الموسمين، التي كان البعض يعدها من المبالغات.
أثبت الحصار السعودي لهذا الفيروس الذي حمله البعض من الخارج والحركة المستمرة في الحصول على المعلومات ونشرها للمهتمين والاستعدادات المتفوقة، التي نشاهدها كل يوم أن هناك تفوقا في التعامل وفهما عميقا لمخاطر التجمعات الحشود البشرية، حيث بنمو وينتشر الفيروس. إن إغلاق محافظة وما تبعها من مراكز والانتقال للكشف على كل السكان أمر مهم، ويزيد من أهميته الروح الاجتماعية في بلادنا والتقارب الشديد بين المكونات الاجتماعية، حيث تتداخل العلاقات وتنتشر كثير من الفيروسات بحكم الملامسة والمخالطة وهذه هي البيئة التي يبحث عنها فيروس مثل "كورونا".
يأتي في مقام مهم جدا - كذلك - التفاعل الذي بدأته وزارتا التعليم والرياضة، وهما يحاربان إمكانية انتشار الفيروس من خلال رقابة الأولى على كل مدارسها وجامعاتها وإيقاف الدراسة، وقيام الأخرى بإيقاف حضور الجماهير تماما وهي عملية تختلف كثيرا عن السيطرة على المدارس والجامعات، فمكونات المدرسة أو الجامعة معلومة ولها حضور مستمر ويمكن مراقبة حركة واتصالات وعوائل مكوناتها، بينما يدخل الملعب أشخاص من كل البيئات والثقافات دون أن تكون هناك معرفة لدى الجهاز عن خلفية وحياة وأسفار الحاضرين.. حمى الله بلادنا من كل الشرور.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي