5 شركات وبنية واحدة
نجحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في جمع المتنافسين الخمسة في مجال النطاق العريض، ليستفيدوا من البنية التحتية نفسها، بغض النظر عن منشئ البنية في الأصل. هذا التقدم المهم يسمح للمستفيد باختيار الشركة، التي تقدم له الخدمة الأفضل وتحقق متطلباته، ولعل الأمر سري كذلك على الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة وهي ذات الحاجة الأكبر، خصوصا مع انتشار خدمات الهاتف الجوال التي سيطرت بشكل كبير على احتياجات الأفراد.
هذه المبادرة الشجاعة من قبل الهيئة والشركات المتعاملة في المملكة، تعني أن الجميع أمام تحد واضح للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين، هنا تتضح أهمية القرار وما يمكن أن يبنى عليه من تقدم سريع للخدمات، ومباشرة فورية لكل جديد يظهر في سوق الاتصالات. على أن الشركات ستكون تحت طائلة الرقابة المستمرة من قبل الهيئة، في محاولة لضبط العلاقة بينها، والعمل على منع أي عوائق تؤثر في استفادة المستخدمين من الخدمات المقدمة وهي خدمات كثيرة ومؤثرة.
هنا ستبدأ في أغلب الأحوال الأطباق اللاقطة للقنوات في الاختفاء، وسيستبدلها الناس بأجهزة تحقق المراد عبر الشبكة الخطية، التي تسيطر عليها الألياف الضوئية وهي أسرع ناقل للإشارات اللاسلكية، التي تعتمد عليها عمليات الإرسال التلفزيوني والقنوات الفضائية.
مع هذه الفورة ستتضاعف قدرات الاتصال عبر الإنترنت، وهي بلا شك ستكون المرتكز المهم الذي يبني عليه المستخدم قراره في اختيار الشركة المقدمة للخدمة، ثم إن الشركات ستبذل كل جهودها للفوز بأكبر عدد من المشتركين بما يجعل قرارها اقتصاديا بالدرجة الأولى.
إمكانات النجاح موجودة في القرار، وفي تكوين الشركات وهي ذات أصول مالية كبيرة، لكننا لا يمكن أن نضمن استمرار الشركات، التي لا تستطيع أن تجاري المنافسة والتي ستتضاعف في المجال مع الوقت، وتقدم المعلومات التي يحصل عليها المستفيد، وهذا جزء من محاور المنافسة المقبلة، التي من الممكن أن تحمل في طياتها مزيدا من الشركات الناشئة، والتي قد تتقدم بمفاهيم مختلفة أو عروض تستطيع أن تسحب البساط من تحت أقدام الشركات العتيقة، التي عليها أن تعيد النظر في سياساتها وعملياتها وإجراءاتها وبحوثها، لتتمكن من البقاء عنصرا منافسا. شكرا هيئة الاتصالات، وشكرا لكل من يقدم الجديد والمفيد للوطن.