شعب التمحو
أينما تحل تسأل عن أصلك وفصلك وإلى من ترجع، وهذا السؤال قديم، قدم التاريخ يسأله البعض ليتعرف عليك، والبعض الآخر ليحدد نوع علاقته بك. وما يجب أن نجمع عليه أن الله خلقنا شعوبا وقبائل مختلفة ووجدنا في هذه الأرض لنعيش ونتعايش معا دون النظر إلى أصولنا، فكل الشعوب والأمم الموجودة على وجه البسيطة ذات أصول عرقية وتاريخية مختلفة وهذه هي سنة الحياة، لكن، عند الحديث عن الأصول التاريخية والعرقية لشعب أو فئة ما ضمن تركيبة شعب أو أمة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسب هذا الشعب أو هذه الفئة إلى أصول ليست لها أو منها وتحري الدقة في ذلك من باب الأمانة العلمية.
هناك شعوب مشهورة ومعروفة وأخرى مجهولة تحيط بها وبأصولها الأسرار مثل، شعب التمحو، فهل سبق أن سمعت عنه؟!
إنه أحد أقدم الشعوب على وجه الأرض هم وشعب الكميت الذي عرف لاحقا بالمصريين وشعب النحسو أو ما سمي لاحقا بالإثيوبيين أو النوبيين، منبع البشر كلهم هو جد هؤلاء الشعوب مجتمعة!
يتميز شعب التمحو عن غيره من شعوب شمال إفريقيا ببياض البشرة والعيون الزرقاء أو الملونة والشعر الأصفر الذي كانوا يربطونه على شكل ضفائر على جانبي الرأس، ويزينونه بريش النعام، كما أنهم مختلفون حتى في ملابسهم كما يظهر في النقوش المصرية، فهي ضيقة وطويلة ومطرزة برسومات هندية ملونة، كما كانوا يعشقون الوشم خصوصا، وشم "نيت" الذي يرمز إلى آلهتهم التي كانت تعبد في غرب مصر.
سرهم يكمن في عدم معرفة موطنهم الأصلي، حيث اختلفت الروايات عنهم، وأجمع كثيرون على أنهم شعب غير إفريقي جاء من شمال أوروبا عبر مضيق جبل طارق ليستوطن المغرب ومنه انتشر على السواحل وقضى على قبائل التحنو الليبية. ويرجح أن بداية ظهورهم في عهد الملك خوفو الذي حكم مصر عام 2580 قبل الميلاد ، ويقال إنه تزوج منهم حسب الآثار التي وجدت في مقابر أسرة خوفو، حيث وجدت رسومات لنساء بيض البشرة شقراوات ذوات عيون زرقاء يرتدين ملابس مختلفة تماما عن ملابس المصريات.
توسع شعب التمحو وعزز صلته بالمصريين بعمل أبنائه مرتزقة في جيوش القبائل المصرية خصوصا قبيلة الماشوش، وهناك من يقول إنهم أجداد الأمازيغ، وهذا يدل على ترابط الحضارات والشعوب وتداخلها لصنع الحضارات التي تنتقل عبر الأجيال.