فيلم «سونيك ذا هيدجهوج» .. الياباني يحارب جيم كاري

فيلم «سونيك ذا هيدجهوج» .. الياباني يحارب جيم كاري
فيلم «سونيك ذا هيدجهوج» .. الياباني يحارب جيم كاري

من منا لا يتذكر القنفذ سونيك الأزرق؟! تلك الشخصية التي ترعرعنا عليها عندما أصدرتها شركة سيجا اليابانية وترسخت في أذهاننا حتى صارت مضرب المثل، فالقنفذ سونيك الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، شخصية ذكية، يتمتع بسرعة بديهة، ويحب المغامرات كثيرا، سريع الحركة ويكره الكسل، إضافة إلى ذلك فهو طيب القلب، تلك الشخصية التي كان أول ظهور لها في لعبة باسم القنفذ سونيك، أخذت شهرتها تتزايد إلى أن انتقلت من اليابان إلى أمريكا، وجسدت في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية، آخرها كان الفيلم Sonic the Hedgehog، الذي أطل فيه النجم جيم كاري بخفته وكوميديته المعهودة، فشكل مع سونيك ثنائيا لا بأس به، رغم أنه كان بالإمكان أن يكون الفيلم أفضل بكثير مما ظهر عليه.‬

بطء الأحداث‬
بدأت أحداث الفيلم تسير ببطء شديد على عكس سرعة سونيك - الذي يؤدي صوته ‬بين شوارتز -‫ الذي جاء من عالم آخر إلى كوكب الأرض، هربا من القوى الخبيثة التي تسعى إلى تسخير سرعته الفائقة لأغراضها الشريرة. بعد تسببه - بالخطأ - في انقطاع التيار الكهربائي عن كوكب الأرض، أصبح مستهدفا من الحكومة الأمريكية التي استعانت بالدكتور العبقري روبوتنيك - الذي يؤدي دوره جيم كاري - لمطاردته، وفي هذه الأثناء، يقرر الضابط السابق توم مساعدة سونيك على الهرب وحمايته من روبتنيك وخططه الشريرة للسيطرة على العالم.‬‬

‬فيلم الخمسينيات لكاري
‬ ظهر جيم كاري بشخصية الرجل التكنولوجي الذي يستطيع من خلال حركة أصابعه إيجاد شاشات، والتحكم في مواجهة سونيك أينما كان، وعلى الرغم من أن قدرات كاري خارقة في الأداء التمثيلي الكوميدي ولديه خفة مفرطة تجعله ينساب أمام عدسات الكاميرا، إلا أن هذا الفيلم لم يعطه حقه في التمثيل بالشكل الصحيح، فقد أدى دوره كممثل عادي، باستثناء مشهد واحد رقص فيه وتمايل بشكل ساخر أضحك الجمهور، لكن هذا المشهد لم يستمر أكثر من دقيقة، ليعود بعدها إلى شخصية الرجل التكنولوجي الذي يحاول استخدام القدرات التقنية كلها للحصول على سونيك، وقد بدا واضحا تقدم العمر عند كاري، الذي أصبح في منتصف الخمسينيات، لذا جاء دوره مناسبا لعمره، لكنه كان مختلفا عن أدواره السالفة، خصوصا في فيلم، The mask أو The trueman show.‬

الصداقة كنز
‬أما سونيك فكان كما عرفناه تلك الشخصية المحببة، وقد قدم مع صديقه توم - يؤدي دوره الممثل جيمس مارسدن - أداء رائعا، خصوصا الحوارات التي كانت تدور بين الاثنين، التي أضفت قيمة على الفيلم الذي شهد ضعفا في السيناريو عموما، الذي كتبه ‬باتريك كيسي وجوش ميلر وأورين يوزييل،‫ باستثناء بعض الجمل التي دارت بين توم - الذي كان يكره الجلوس في المدينة الريفية ويطمح إلى الذهاب إلى فرانسيسكو - وسونيك، الذي بدأ يلقي عبارات ليقنع توم من خلالها بأهمية البقاء في تلك المدينة التي تتسم "بالرواق" على حد تعبير سونيك، كما أنه شرح له كم هو كئيب بابتعاده عن كوكبه الذي تكسوه عشبة الفطر، ومن الأحاديث اللافتة تلك التي دارت حول الصداقة، وكيف جمعتهما ودفعت بهما إلى مواجهة الشر، فقد عمل سونيك على إنقاذ توم من براثن روبوتنيك.‬‬

‬الخواتم والعوالم الموازية
‬ حاول جيف فاولر مخرج الفيلم الإبداع في طريقة تصميم وتحريك شخصية سونيك الكرتونية، وتفاعلها مع الشخصيات الحقيقية التي في الفيلم، واستعمل عديدا من الخدع السينمائية، التي اتسمت بروعتها، فضلا عن الموسيقى التصويرية التي أعطت شعورا للمشاهد بأجواء الثمانينيات والتسعينيات الجميلة، تلك الأجواء التي انبثقت فيها تلك الشخصية، لذلك جاء إخراج الفيلم مقبولا لا بأس به، مع حفاظه على جوهر القصة، ألا وهي الخواتم الذهبية لسونيك التي تفتح بوابات لعوالم موازية.‬

جزء آخر‬
استمرت المعركة بين كل من سونيك وروبتنيك، وانتهت بانتصار الشر على الخير، وشهدت المعركة الأخيرة تشويقا خاصة تلك التي حاول فيها سونيك القضاء علي روبتنيك، لكن بعد انتهاء المعركة ظن المشاهد أن الفيلم قد انتهى، ليظهر بعدها روبتنيك في كوكب آخر، مزروع بالفطر، وهو الكوكب الذي كان يريد سونيك العودة إليه، وفي يده ريشة زرقاء من القنفذ، فهل تدل هذه النهاية على بداية جزء جديد؟!‬

تصميم القنفذ يتغير
‬أثيرت ضجة إعلامية بعد نشر أول عرض تشويقي للفيلم، حيث احتج عشاقه على تصميم القنفذ الأزرق الذي كان بعيدا عن مظهره في الألعاب. ومن أجل إرضاء الجمهور قررت شركة الإنتاج أن تؤجل الفيلم وتعيد تصميم الشخصية مجددا، ولقد تكبدت شركة بارامانوت بيكتشرز نحو 35 مليون دولار كتكلفة لتغيير التصميم، لكن يبدو أن الرقم مبالغ فيه جدا، فبعد استهجان الجمهور هذا الرقم والتهكم عليه، عادت الشركة وأصدرت تقريرا جديدا يشير إلى أن تكلفة تغيير التصميم لم تتعد خمسة ملايين دولار.‬
وبحسب مصدر مقرب من شركة الإنتاج فإن سبب انخفاض التكلفة هو أن عملية إنتاج الفيلم لم تكن مكتملة عندما صدر العرض الأول، وأن الجزء الوحيد الذي كان مكتملا، هو فقط ما ظهر في العرض نفسه، لذا لم تكن هناك أي صعوبة أو داع لصرف كثير من الأموال على التصميم.‬

تاريخ سونيك
‬سونيك هو الشخصية الرئيسة لشركة سيجا اليابانية، ويشتهر بألعابه الشيقة والمثيرة، وتعد سلسلة القنفذ سونيك ثاني أفضل سلسلة ألعاب فيديو مبيعا في العالم، إذ حققت ربحا تجاريا كبيرا في مجال ألعاب الفيديو.‬
وتسبب هذا الانتشار التجاري في تحويل القنفذ سونيك إلى أحد أشهر الشخصيات الخيالية عالميا وأشهر لعبة فيديو في التسعينيات. وفازت السلسلة بعدد كبير من الجوائز العالمية، منها جوائز في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وأفضل لعبة مبيعا على أجهزة سيجا وأطول سلسلة قصص مصورة عن شخصية ألعاب فيديو وغيرها.‬
ظهرت شخصية سونيك في أول مسلسل كرتوني أمريكي 1993، ثم صدرت سلسلة كرتونية أخرى 1996، تبعها فيلم ياباني في العام نفسه، وفي 2014 أصدر مسلسل أنمي يعد الأطول للشخصية من بين الرسوم المتحركة السابقة، حيث يتألف من أكثر من 70 حلقة، كما ظهرت أيضا في عديد من القصص المصورة ومجلات الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والكمبيوتر والهواتف الذكية، إضافة إلى الألعاب المجسمة.‬

إيرادات وتقييمات جيدة‬
تمكن الفيلم منذ الساعات الأولى من بدء عرضه في دور السينما من جمع أكثر من 21 مليون دولار في أول 24 ساعة من عرضه، منها ثلاثة ملايين دولار في الليلة الأولى فقط، وقد بلغت عوائده في اليوم الثالث لعرضه 64 مليون دولار، وتعد هذه الأرقام الأضخم في تاريخ الأفلام المبنية على ألعاب الفيديو.‬
مع الإشارة إلى أنه في بداية العرض سجل الفيلم تقييمات 63 في المائة من النقاد على موقع Rotten Tomatoes وهو تقييم متواضع ومتواز مع تقييمات الأفلام المبنية على ألعاب الفيديو، لكن بعد أن تسنت الفرصة للجمهور لمشاهدة الفيلم كاملا، شهدت تقييمات الزوار ارتفاعا كبيرا على الموقع المذكور، إذ بلغت حتى هذه اللحظة 95 في المائة، وهو أعلى تقييم يسجله فيلم مبني على لعبة فيديو حتى الآن.‬

الأكثر قراءة