غرفة أبي

غرفة أبي

لا أعلم ماذا علي أن أكتب لك أيها الأب، ماذا علي أن أكتب عنك. إنني أكتب لنفسي، أستعيد ماضي الذي كان جزءا من حاضرك؛ لأتذكرك. هل يمكن للمرء أن يتذكر أباه وقد أصبح أكبر منه؟ هل يمكن لشخص مثلي أن يفتقد أباه في الـ50 من عمره؟ لعلي تأخرت. لكنني أبحث عنك كما لو أبحث عن نفسي أيها الأب. أعرف جيدا أنني لن ألقى سوى شذرات مبعثرة هنا وهناك، لكنني أبحث، أبحث لأجد ما أبحث عنه. هل أكتب سيرة لك؟ أم لي؟ لا أعلم. هل في حياتي ما يستحق أن أكتبه؟ هل يمكن لشخص مثلي أن يكتب سيرته؟ ماذا يهم الآخرين إن قرأوا عن حياة شخص هو أنا، شخص يعيش حياته وكأنها حياة شخص آخر؟ ها أنا أبدو أمام نفسي، عاريا كالورقة التي أمامي، أكتب وكلي ثقة أن ما أكتبه ليس إلا ضربا من الهباء. هل سأعيدك حيا أيها الأب أم أنني أدفنك مرة أخرى؟ لا أعلم إن كنت أكتب سيرتي أم سيرتك. ما أعرفه عنك، لا يجعلك شخصا على هامش الحياة.

الأكثر قراءة