إعلام «خارج القاعات»
وضع ثلاثة من أصحاب المعالي في فريق استضافة السعودية لاجتماعات "مجموعة العشرين"، التي ستتوج بالقمة الكبرى، بعض النقاط وليست كلها حول "العمل الإعلامي" الذي نطمح إليه لاستثمار الحدث، وذلك خلال الملتقى الأول للجنة الإعلامية في "مجموعة العشرين" للتعريف بالحدث وبعض التفاصيل.
تحدث كل من تركي الشبانة وزير الإعلام، والاقتصادي المخضرم الدكتور فهد المبارك وزير الدولة "شربا" السعودية في "مجموعة العشرين"، المستشار في الديوان الملكي، وفهد التونسي أمين عام أمانة "مجموعة العشرين"، بصراحة متوقعة، وبمستوى خطاب أكثر واقعية وأقرب إلى الذهنية العالمية في التعاطي مع الأحداث.
الزملاء والزميلات ناقشوا وتداخلوا، وبعضهم طرح بالفعل نقاطا جوهرية حول المجموعة والعالم والتزام بعض الدول بمقرراتها، لكن ما يعنينا حقا جزئية الاتصال، وتحقيق مكاسب هي حق مشروع لكل من يستضيف حدثا عالميا، فما بالك والحدث الأهم اقتصاديا وتنمويا وإنسانيا بعد التطورات الجوهرية التي طالت أجندات المجموعة ونطاقات عملها وصولا إلى مجموعات المجتمع المدني المؤثرة.
يهتم كثير من الصحافيين بحضور الاجتماعات، وفي ظني أن هذا لا يفيد كثيرا، فالاجتماعات التي سيتاح حضورها قليلة، وهذا من طبيعة اجتماعات المجموعة، حتى تلك المفتوحة لن يكون فيها سبق صحافي أو تصريح خاص، وستعلن قراراتها أو ما قد يحدث فيها من أشياء لافتة لحظيا.
أعتقد أن دور الكتاب والصحافيين والإعلاميين المختلفين سيكون خارج القاعات أكثر منه داخلها، وسيكون المحك صناعة قصص لافتة تقدم للعالم عن دولتنا وشعبنا وحكومتنا وأشياء كثيرة عنا، وعن بعض الدول المشاركة، وهذا ما أحسب صحافيي العالم وصانعي المحتوى الذين سيأتون من كل مكان، سيفعلونه ويركزون عليه.
دولة الحدث تصبح تحت مجاهر كثيرة، أحدها المجهر الإعلامي العالمي، ونحن معتادون على تزايد الاهتمام بنا كلما تزايدت إنجازاتنا ومكانتنا على خريطة العالم، وما سيحدث من الآن حتى نهاية العام أن عشرات الألوف من المسؤولين والإعلاميين سيتقاطرون إلى السعودية، ولهم عيون مختلفة، وعقول متفاوتة، وهي بالفعل "فرصتنا لنلهم العالم برؤيتنا"، وقبل أن تلهم يجب أن تعلم.
أركز على قول فهد التونسي أمين عام المجموعة، إن رئاسة السعودية المجموعة أمر يدعو للفخر الكبير، فرئيس المجموعة من يحدد أجندة المجموعة، ويبدو لي أن أحد أهم أدوار أهل الكلمة والحرف وحرفة الإعلام، تكريس فكرة الفخر لدى جميع أفراد المجتمع، وإضافة "الحب" عليها، فكل قصة ستنقل عنا وفيها إحساس الناقل بحب الشعب لدولته وحكومته وثقافته، ستصل أقوى وأسرع.