الطنطورية
بعد أقل من شهر من لقائي الشاب الذي انشقت عنه الأمواج، زارنا شيخ عين غزال، شرب القهوة مع أبي، وطلب يدي للزواج من ابن أخيه، قالت أمي "اسمه يحيى"، تمتمت "أعرف أن اسمه يحيى"، لم تنتبه أمي، واصلت ما تنقله لي من كلام "أبوك يريد أن يعرف رأيك قبل أن يعطيه الجواب، قال لهم نعم النسب، وإن شاء الله يصير خير، أبوك موافق، لكنه يقول إن قبلت رقية نكتفي بقراءة الفاتحة، ولا نعقد القران إلا بعد عام تكون أتمت 14". قالت أمي إنها اعترضت وقالت "لماذا نزوجها شابا من عين غزال"؟! فقال أبي "أهل عين غزال أخوالنا، تزوجوا من بناتنا من قبل، ثم إن الولد فاهم ومتعلم ويدرس في مصر"، وهو نطق "في مصر"، وأنا صحت "وتغرب بنتك يا أبو الصادق"؟ قال "لن أغربها، الولد سيتم دراسته قبل أن يدخل بها"، اعترضت عليه مرة أخرى "ما دام الشاب يتعلم في الجامعة فلن يشتغل لا بالصيد ولا بالفلاحة، ولن يقيم في بلدنا أو في عين غزال، سيتوظف في حيفا أو اللد، وقد يبعد أكثر فتأخذه الوظيفة إلى القدس، وبصراحة لا أريد أن أغرب بنتي، كفاني أن الولدين متغربان في حيفا ولا أراهما إلا يوما ونصفا كل أسبوع. وإن كانت ستتغرب تأخذ أمين، ابن العم يطيح عن ظهر الفرس، أمين أولى، وبيروت أقرب من القاهرة".