رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


صندوق النقد .. والنحلة

اختار كثير من الناس حول العالم ألا يحبوا صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي. بعضهم اختار عن قناعة بنيت على تاريخهما في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وبعضهم مجرد حدس أن هذا الصندوق جزء من منظومة تدعي الحياد ولم يحدث أن طبقته.
صندوق النقد الدولي حيّر العقل الجمعي للعالم، بين معارض وعاشق، ويبدو أن البت في مدى صحة "الشبهات" حوله ومدى نجاعة دوره أمر مؤجل، أو مسكوت عنه، خاصة أن سياساته لم تتعارض يوما مع مصالح الدول العظمى.
شخصيا، أنتمي إلى الفئة التي لا تحب هاتين المؤسستين، والحب شيء من الله أولا، ثم بضعة أسباب توجده وتنميه، وبضعة سجالات بين العقل والقلب يتبادلان خلالها الأدلة والأحاسيس حول الموقف من "حب" أو "كره" شيء أو شخص أو مؤسسة أممية من أي نوع.
صندوق النقد الدولي حذر في تقريره الأخير من استنفاد الثروة المالية للدول الخليجية خلال 15 عاما إن لم تقم بإصلاحات هيكلية مالية سريعة لتفادي ذلك، والشاعر العربي رد على الصندوق في شعر أجوف قال فيه "كأننا والماء من حولنا/ قوم جلوس حولهم ماء/ الأرض أرض والسماء سماء/ والماء ماء والهواء هواء".
أي تكتل إقليمي أو دولة ستنفد ثروتها إن لم تقم بإدارتها بشكل صحيح، وبالتأقلم مع المتغيرات، وبمحاربة الفساد، وكل هذه الأمور يمكن القيام به دون نصائح الصندوق ودراسات البنك الدولي، وهما اللذان أوردا كثيرا من الدول المهالك.
أتحدث عن بلدي، وأرى الوعي الاقتصادي بما حدث، وبما سيحدث - بإذن الله، وأتمنى أن يصاحبه وعي من بعض "المغرمين" بالبنك وصندوق النقد الدوليين، بكل أبعاد "الاستماع" إليهما، فضلا عن اتباع أساليبهما في العلاج التي لو كانت ناجعة لانتشلت دولا كثيرة ما زالت " تسدد الفوائد" ولم تصل بعد إلى أصل الدين.
لا يوجد حياد عندما يتعلق الأمر بالمصالح. هكذا هي الدنيا منذ خلقت، وهكذا هو صندوق النقد الدولي الذي تفضي مجاراته إلى التحكم في المستقبل الاقتصادي والاجتماعي، وربما السياسي للدول.
من أجمل أمثالنا الشعبية "لا تقرصيني يا نحلة ولا أبغى منك عسل"، ونحن نعرف أن "عسل" النفط لن يدوم، ونعمل عبر رؤيتنا على هذا الأساس، وسنتلافى "قرصات" الزمن بحول الله، وعقبات الطريق إلى التنمية الحقيقية التي ستتحقق بالابتعاد عن السياسات والدراسات "عديمة المصداقية".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي