سفينة مبحرة لا لوح تزلج!
تنفيذ الرؤية السعودية هو عملية مستمرة، مستدامة، وحتى عند الوصول إلى معظم الأهداف في عام 2030 سنصنع من رحم النجاح أهدافا جديدة، مستفيدين من الدروس، إن وجدت، ومستثمرين القواعد التي نؤسس.
هذا التنفيذ يكتسب مع الوقت نضجا مرده إلى الانفتاح على التغيير والتعديل، والمصارحة مع إشكالات التنفيذ، والواقعية مع الملفات، والصرامة في التصدي لمن يمكنني وصفهم براكبي الموجة دون أن يعوا أنها رحلة سفينة كاملة، وليست "نزهة" للاستمتاع بلوح تزلج.
نعم هناك من ركب موجة "الرؤية" دون فهم عميق، إما لعجزه عن الفهم، أو لعدم رغبته في الفهم، ومنهم من "لاحظتهم" هيئة الرقابة ومكافحة الفساد يتوسعون في إنشاء الشركات الحكومية التي ابتعدت عن الأغراض الأساسية لإنشائها، وتبين للهيئة – كما أعلنت - استغلالها من قبل الجهات الحكومية التي أنشأتها في تأمين الكوادر البشرية لها، عبر توظيف "يتم بالمخالفة لأنظمة وسياسة التوظيف في الدولة، وبمعزل عن الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالخدمة المدنية والقرارات ذات الصلة، وأدى ذلك إلى الهدر في الأموال العامة".
الهيئة لاحظت الارتفاع الكبير في مبالغ العقود المبرمة مع تلك الشركات التي يتم استغلالها في شغل الوظائف لدى الأجهزة الحكومية، وظهر لها ابتعاد كثير من العقود الاستشارية عن أهدافها، وبينت أن التوظيف عن طريق الشركات الحكومية يتم في الغالب استغلالا للعقد الاستشاري المبرم بين الجهة الحكومية والشركة الحكومية، إضافة إلى أن هذه السياسة في التوظيف - حسب تقرير الهيئة - يمكن أن تشكل منفذا للفساد، لكونها "تفتقد إلى الأسس والمعايير التي تمكن من الرقابة عليها، ما يؤدي إلى اختلال مبدأي الجدارة وتكافؤ الفرص في شغل الوظائف العامة".
حسنا، إنها أخبار مفرحة، خاصة أن البعض استغل الوضع في ملف التوظيف عبر هذه الشركات، وتهامس الناس ببعض الرواتب والأسماء لبعض من حظوا بأكثر مما يستحقون، وهذا يعني أن هناك جديرا حرم من فرصة يتم التنافس عليها بشكل عادل.
هذه المراجعة، والتدقيق، في المهام والأجور، وربما الأسماء يؤكدان أن سفينة "الرؤية "يتفقدها قبطانها وقائدها وعرابها الأمير محمد بن سلمان باستمرار، وهو لن يرضى أن يحرم أهل الجدارة والتأهيل من الفرص، وأن تعطى كهبات أو مجاملات، أي كما قالت الهيئة "أن تصبح بوابة للفساد".
ربما تكون "الواسطة" أو "المحاباة" في التوظيف ضمن أدبيات اجتماعية وثقافية سائدة، والمؤكد أنه يجب أن تصبح متنحية.. متنحية جدا.