المكملات الغذائية

الإنسان بطبعه حريص على صحته وهذا أمر فطري جبلي، لكن هناك من يسيء إلى نفسه من حيث أراد الإحسان إليها.. إن صحة الإنسان تزداد مع قربه لكل ما هو طبيعي وكلما اقترب الإنسان من الطبيعة ازداد شعوره بالسعادة والعكس صحيح.. وهذا الأمر ينسحب على حديثنا عن المكملات الغذائية التي يسرف البعض في استخدامها ضاربا بعرض الحائط المعلومة الرصينة، التي تنسب للطبيب أبي بكر الرازي المتوفى عام 313 هجرية، وأثبتتها الدراسات العلمية التي تقول إنه في حال المرض عليك بالغذاء فإن لم يفد فبالدواء المفرد فإن لم يفد فبالدواء المركب.. فاحتياجات الإنسان الغذائية ينبغي تحقيقها بشكل رئيس من خلال اتباع نظام غذائي متكامل يحتوي على الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والبقوليات واللحوم والأسماك وغيرها.. إنما يلجأ إلى تناول المكملات الغذائية حال كون الغذاء يفتقد للعناصر المهمة أو لا يحققها بصورة كافية أو النساء الحوامل اللاتي يحتجن إلى تناول الحديد وحمض الفوليك أو غيرها مما يصفه الطبيب ولا يوفره الغذاء بكمية كافية أو للرياضيين أو لأولئك الذين ثبت بالتحاليل أنه ينقصهم عنصر أو أكثر يلزم تغطيته بتناول مكمل غذائي.. المكملات الغذائية تشمل الفيتامينات المختلفة والأحماض الأمينية والبروتينات ومضادات الأكسدة والأحماض الدهنية وغيرها.. خلاصة القول في هذا المجال هي أنه إذا كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة ويتناول غذاء صحيا متوازنا فالغالب أنه لا يحتاج إلى مكمل غذائي ويجب عليه أن يكون واعيا ومدركا للأضرار البالغة، التي قد تترتب على تناول المكملات الغذائية دون استشارة طبية وعليه ألا ينساق خلف الدعايات المضللة التي تهدف إلى الربح المادي فقط، وتروج لاستخدام تلك المكملات بصورة مستمرة.. وهناك أمر بالغ الأهمية وهو ألا يؤخذ أي مكمل غذائي أيا كان وعلى أي صورة ما لم يكن مجازا ومصرحا له من هيئة الغذاء والدواء السعودية، فقد تكون المعلومات المدونة على العبوة غير مطابقة سواء من حيث نوعيتها أو تراكيزها أو أنها مغشوشة بأنواع من الأعشاب أو ملوثة بمبيدات حشرية أو معادن أو حتى مغشوشة بأدوية يحتاج إلى صرفها وصفة طبية... ويراعى أنه في كل الأحوال إذا ما كان تناول المكمل الغذائي ضروريا فإنه يلزم التحدث مع الطبيب أو الصيدلي أو اختصاصي التغذية لتحديد النوعية والجرعة المناسبة ومدة الاستخدام ولمعرفة ما قد يترتب على تناولها من آثار جانبية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي