العالم في عيون غير البشر
يكاد يكون البصر من أهم الحواس لدى الإنسان فهو نافذته على العالم ووسيلته التي يتفاعل بها مع ما حوله ومن حوله، لكن حين يفقده الإنسان يستطيع العيش والتكيف مع ظرفه، لأنه أحد حواسه وليس كلها، كما أن نظر الإنسان أضعف من باقي المخلوقات رغم أن الله فضله على سائر الخلق ومنحه ميزات تكمل بعضها بعضا، فنقص بصره نسبة لباقي الكائنات كمله الله بالعقل والإدراك السليم الذي وهبه للبشر وميزهم به!
يمكن للإنسان الرؤية بامتياز في النهار عند توفر الضوء الكافي، وهو قادر على رؤية كثير من الألوان، لكن في المقابل يكون بؤبؤ العين غير قادر على التمدد كثيرا، لذلك تكون قدرة الإنسان على الرؤية في الظلام ضعيفة ومحدودة جدا.
خلاف القطط التي تتميز بعيون كبيرة مقارنة بحجم أجسادها ودماغها وهذا منحها جودة في النظر، ويظهر أوج التميز البصري للقطط في الظلمة، حيث يمنحها بؤبؤ عيونها العمودي القدرة على التركيز لاقتناص فرائسها بفضل قدرته على التمدد في الظلام، ليصل إلى 500 ضعف حجمه - سبحان الله-، بينما لا يمكن لبؤبؤ عين الإنسان التمدد لأكثر من 15 ضعفا، وفي مجمل الأمر يرى القط أفضل من الإنسان في الليل بثماني مرات ومجال رؤيته يصل إلى 200 درجة بينما الإنسان 180 فقط. إضافة إلى أن عين القط تحتوي في أعماقها على طبقة عاكسة للضوء حيث تكثف الضوء، ما يتسبب في لمعان عيون القطط في الظلام ومنحها أقوى رؤية ليلية بين الحيوانات كافة حتى من البومة! في المقابل، لا يملك القط القدرة على رؤية الألوان كلها فرؤيته محصورة في ثلاثة ألوان الأزرق والأحمر والأخضر فقط لكيلا يتشتت انتباهه!
وتمتلك الخيول والحمير عيونا على جانبي رأسها ما يعني أنها فرائس وليست مفترسة ولا ترى من الألوان إلا الأسود والرمادي والأبيض، كما يمكن للحمير رؤية الأشعة ما تحت الحمراء، أما الديكة فلديها القدرة على رؤية الأشعة ما فوق البنفسجية ما يمنحها مجالات رؤية أوسع بكثير من البشر وميزة رؤية ما لا نراه من المخلوقات.
أما الحشرات فتملك عيونا مركبة، كل عين تتألف من مئات العيون الصغيرة الملتحمة ما يتيح لها رؤية جميع الجوانب، لذا نجد من الصعوبة قتل الذباب أو البعوض يدويا، أما اليعسوب فدماغه لديه القدرة على سرعة تحليل معلومات ما يرى، لذا يرى الأشياء السريعة في أعيننا، بطيئة جدا لديه، سبحان المبدع المصور!