2020

مع كل عام ميلادي أو هجري جديد تتجدد أمنيات الإنسان، وربما بعض جروحه، يدلف فرحا إلى عام جديد، ومتعظا مما مضى، فأيامه وأعوامه كما "دقات قلبه" تقول له الرسالة التي يغفل عنها، ولا مناص منها.
لعل عام 2020 يكون عاما ماليا أفضل لبلادنا ولكم جميعا على اعتبار أن قيمة التاريخ الميلادي الشمسي لدينا تنطلق من كون تعاملاتنا ورواتبنا تنتظم بهذا التاريخ، ولعله أفضل في كل مناحي حياتنا.
لعلي محظوظ أن أعاود الكتابة هنا في "الاقتصادية" في عام مميز لا يمكن نسيانه، كما لا يمكن نسيان الذكريات الجميلة والدروس المهنية التي حظيت بها منتصف التسعينيات في هذه الجريدة الناضجة المتطورة والمتكيفة مع المتغيرات الإعلامية، تكيف مجتمعنا واقتصادنا مع المتغيرات العالمية، ومحليا مع التطورات الثقافية والاجتماعية والديموغرافية.
نبدأ عام 2020 المتميز في رسم كتابته، ومن قبل في مكانته لدينا في السعودية، فهو عام التحول الوطني، وحصاد المرحلة الأولى من "الرؤية"، وعام رئاستنا لقمة العشرين، أهم تجمع اقتصادي سياسي في العالم، وهو العام الذي أتمنى ألا ينتهي إلا وقد أنجزنا - كما اعتدنا - ما هو في أجندة رؤيتنا، وفي صميم أحلامنا وتوقعاتنا.
ودعنا العام الماضي بهواجس إنسانية شخصية معتادة يكون عنوانها في كل رأس سنة جديدة "سأتغير"، والطرفة الساخرة تقول، إن البعض يشيب شعر رأسه وهو يكرر ذلك سنويا، ولا يفعل، وأحسب أن ذلك يعود في جزء منه إلى أن البيئة والمجتمع حوله لا يتغيران كثيرا، بل ربما أن الاقتصاد والحكومة والقطاع الخاص لم تفعل، لكنني أعتقد أن الأعوام القليلة الماضية جعلت من هذه "السين" التي تسوف الأمنيات، السيف الذي سيقطع شك التردد بيقين الإقدام، لأن كل ما حولنا في دولتنا يتطور ويتقدم.
عندما يأتي مثل هذا الوقت من العام المقبل، ستكون قائمة السعودية حافلة بالمنجزات، وكذلك يجب أن تكون قائمتك الشخصية، اقتصاديا ومعرفيا وإنسانيا وبيئيا، وكما هو عام 2020 مفصلي في تاريخ رؤيتنا وتطورنا، اجعله كذلك في تاريخك الشخصي.
وكما سيحاسب ولي الأمر من أخفق ويمنح مزيدا من الثقة لمن أنجز على أرض الواقع وليس على أرض "الإعلام الاجتماعي"، لعلنا نحاسب أنفسنا لنكافئها إن أحسنت، ونصونها "ونحملها على ما يزينها" إن أخفقت أو... تشوهت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي