دول غير مرئية
هي ليست مستعمرات للجراثيم أو البكتيريا ولا للحشرات الصغيرة كما يوحي العنوان، إنما دول لا تكاد ترى على الخريطة حدودها أكبر منها، سكانها بشر لا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في أغلب الأحيان. نشأت هذه الدول بداية في عقول أصحابها ثم حاولوا تحويلها إلى واقع!
منذ فجر التاريخ ابتكر البشر حدودا ومناطق وقسموا العالم حسب الدين أو العرق أو ما شابه ذلك، فهناك دول كبرى وإمبراطوريات وممالك ودول صغرى.. وكذلك دول مجهرية!
يشار إليها أحيانا باسم مشاريع دول جديدة إن جاز لهم التعبير. هذه الكيانات الصغيرة تعد نفسها دولا مستقلة ذات سيادة رغم أنها لا تحظى باعتراف أي حكومة من حكومات دول العالم أو المنظمات الدولية. هذه الدول توجد في العادة فقط على الورق، أو الإنترنت، أو في عقول من ابتكروها.
وتختلف تماما عن الدول الصغيرة الموجودة بالفعل على الخريطة وهي دول صغيرة جدا في عدد سكانها أو مساحتها أو كليهما معا، وتسعى إلى الحصول على اعتراف دولي وليست لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع المجتمع الدولي.
وسنرى هنا أنها دول عبارة عن إما قطعة أرض وإما شارعا أو بضعة منازل فحسب، من أشهرها، "جمهورية مولوسيا" التي تقع في الولايات المتحدة، وأسسها كيفين يوهو عام 1977 ويبلغ عدد مواطنيها 27 مواطنا مولوسيا، وحدودها عبارة عن منزل الرئيس وحديقته الأمامية والخلفية وقطعة أرض مجاورة لها، ولتدخل الدولة يجب أن يختم على جواز سفرك ختم مولوسي ومن يقوم بطبع الأختام لزوار مولوسيا هو الرئيس كيفين يوهو نفسه، الذي يرتدي دوما البدلة الرسمية وكثيرا من النياشين وعندما يدفع الضرائب الحكومية إلى الولايات المتحدة يقنع نفسه وشعبه أنه يقدم مساعدات إلى دولة حليفة!
دولة "لادونيا" المجهرية في جنوب السويد أسسها الفنان السويدي لارش فيليكس بعدما دخل في مجابهة مع السلطات المحلية في المحاكم السويدية حول ثلاث منحوتات أزالتها الحكومة، واحتجاجا على ذلك قام لارش فيليكس بإنشاء دولة لادونيا في جنوب دولة السويد لتكون لادونيا دولة يوجد فيها لارش فيليكس ومنحوتتان، واحدة تدعي القلعة ومصنوعة من الحجارة والأخرى مصنوعة من الخشب.
دولة "تالوسا" أنشأها أحد مواطني مدينة ميلواكي الأمريكية ويدعى روبرت ماديسون، أجمل ما في الأمر أن دولة تالوسا المصغرة هي غرفة نوم ماديسون.
جمهورية "فانجامومونا" هي دولة مجهرية في نيوزيلندا، وأكثر أمر غريب يتعلق بهذه الدولة هو أن رئيسها عنزة.