رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


التدخين والاقتصاد

سنركز في هذه المقالة على أبرز الحقائق العلمية المتعلقة بالتدخين، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية في موقعها الرسمي إلى أن التدخين يودي سنويا بحياة أكثر من ثمانية ملايين نسمة، منهم أكثر من سبعة ملايين ممن يتعاطونه مباشرة ونحو 1.2 مليون من غير المدخنين المعرضين للدخان غير المباشر، أو ما يعرف بالتدخين السلبي.. وأن نحو80 في المائة من المدخنين يعيشون في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.. أما عند الحديث عن الأضرار الصحية للتدخين، فهو سبب رئيس لأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد، بل تمتد تأثيراته السلبية لتفتك بالجهاز البولي – التناسلي والنظر والجلد وغير ذلك.. التدخين السلبي وحده يودي بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص تقريبا كل عام، بسبب سرطان الرئة فقط، وهو أشد ما يكون تأثيرا على الأطفال وصغار السن.. أما على مستوى المملكة، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة والجهات الأخرى، إلا أن التدخين ما زال يفتك بحسب إحصائيات الوزارة بحياة 71 رجلا و21 امرأة كل أسبوع، أي ما يعادل أكثر من خمسة آلاف شخص تقريبا كل عام.. وهذا أمر متوقع مع الأسف إذا ما علمنا أن التبغ يحتوي على أكثر من سبعة آلاف مادة كيمياوية منها 250 مادة على الأقل ثبت أنها ضارة و69 أخرى ثبت أنها مسرطنة.. أما عن التكلفة الاقتصادية لتعاطي التبغ فهي هائلة حقا، لأنها تشمل تكاليف الرعاية الصحية الباهظة لمعالجة الأمراض التي يسببها، فضلا عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات الناتجة عن تعاطيه بل والأضرار الاقتصادية التي تسببها الحرائق الهائلة كل عام بسبب التدخين.. وفي دراسة أجراها المعهد الوطني الأمريكي للصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أشارت هذه الدراسة إلى أن التدخين يكلف الاقتصاد العالمي سنويا ما يفوق تريليون دولار.. كما لا يخفى تأثيره في المستوى الشخصي أي الشخص الذي يدخن من حيث المبالغ العالية التي يدفعها لشرائه، خاصة مع زيادة الضرائب المفروضة عليه، وكذلك ما يدفعه المدخن للمحافظة على صحته وذلك بالطبع على حساب مصروفه ومصروف أسرته.. وأخيرا فإن حجم المأساة الاقتصادية والصحية بل والإنسانية الناجمة عن تعاطي التبغ يعد صادما ولابد من تضافر الجهود الدولية للحد منه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي