رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«أولتراس» التطوع

في هذا الزمن ومع كل هذه المتغيرات يبقى الجهاد الثابت والحقيقي هو مجاهدتك نفسك ورغباتك في سبيل تحقيق غايات أسمى ووضع بصمة تبقي لك أثرا بعد مماتك، إنه التطوع بمفهومه الشامل الذي تحاول "رؤية 2030" تحقيقه وترسيخه بالدعوة إلى زيادة عدد المتطوعين حتى يصلوا إلى مليون متطوع في 2030.
إذا قلنا إن عددنا في السعودية 30 مليون نسمة فالمفترض أن نتخطى المليون خصوصا أن ديننا يحثنا على التطوع في شتى أحوالنا بداية من الابتسام في وجه أخيك إلى غرس فسيلة والقيامة تقوم كدليل على غرس الخير حتى وأنت تودع العالم والكرة الأرضية بأكملها.
يروي لنا المهندس المصري مختار حكاية أحد المتطوعين في الخير الذي أطلق عليه لقب "أولتراس" الجهاد أو التطوع وهذه كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد. في الصومال عام 2009 كانت درجة الحرارة قاتلة والجفاف قاسيا والتوتر يسود منطقة تفريغ عربات الإعانة والمساعدات، فأتى شاب مهرولا ليحمل معنا مواد البناء ويساعدنا على حفر بئر وفجأة اختفى، تغيب الشمس فيأتي الشاب نفسه مرة أخرى مبتسما ليعطينا بعض التطعيمات والأدوية ويعرفنا بنفسه ويطمئن على الجميع ويمضي، في الفجر صوت ملائكي يرفع الأذان بعد الصلاة "بفضول مصري أصيل" أسأل من رفع الأذان فيشيرون تجاه الشاب نفسه المقدام..! وفي الصباح نرى الشاب نفسه يدرس الرياضيات للأطفال! وبعدها ينطلق لنقطة الإغاثة الطبية ليقوم بعمله. إنه "شليان الباجي" طبيب إسباني يبلغ من العمر 22 عاما في وقتها، رجل بألف رجل حكيم صاحب همة عالية ذو عقلية فذة بسيط متواضع مقدام متمكن في مجاله العملي إضافة إلى علوم أخرى مثل الفلسفة والشعر والفقه واللغة العربية والتاريخ. انتهينا من مهمتنا أنا ومن معي فذهبنا له لنودعه فأعطى كلا منا كتابا وطلب منا أن ندعو له بالتوفيق في رسالة الماجستير وأن نتذكره بالخير.
بعدها بوقت التقيت الرجل الملهم نفسه شليان الباجي في دارفور لكن الجميل هذه المرة أنه كان يدفع أمامه فتاة على كرسي متحرك وحين سئل من هي؟ قال إنها "زوجتي وسيدتي" طبيبة هي الأخرى ظل يحكي لنا عن فضلها ومواقفها ودروس وبصمات وضعتها في حياته بكل فخر.
هذا الرجل الملهم عنوان للتطوع الشامل في أبهى صوره، تحية له ولأمثاله في اليوم العالمي للتطوع. المجاهدين ضد رغباتهم وعاداتهم والساعين إلى التغيير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي