رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


وأخيرا .. «أرامكو» في أسواق الأسهم

تحتل شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" مركزا متقدما في الأداء المالي والمؤسسي على حد سواء وكذلك في الأداء التشغيلي وبشكل خاص في انخفاض تكاليف الاستخراج، حيث تبلغ تكلفة الاستخراج 2.8 دولار؛ لذا تشكل تكاليف الاستخراج المنخفضة عاملا أساسيا في حرية هامش الربح على أساس التكاليف الإنتاجية ووفقا لهذا المستوى من التكاليف ستواصل شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" قدرتها التنافسية في إنتاج منخفض التكلفة الاستخراجية، وهذا ما لا تستطيعه معظم شركات النفط العالمية.
تعد الأسواق المالية بما في ذلك سوق الأسهم مكانا مثاليا لتبادل الثروات بين المستثمرين بمختلف مستوياتهم وقدراتهم المالية ثم إن انتقال جزء من أسهم "أرامكو" إلى سوق الأسهم المحلية سيمنح السوق السعودية جاذبية أكبر في استقطاب مزيد من الأموال المحلية والأجنبية وهذا بدوره سيظهر أثره في تحسن المؤشرات النقدية لدى المصارف التي بدورها ستؤثر في النشاطات الاقتصادية المختلفة.
الأمر الذي قد يغيب عن عيون كثير من المراقبين أن "أرامكو" لديها خطة استراتيجية في تنويع مصادر الإيرادات من خلال التمدد الأفقي أو الرأسي في أعمالها أو عن طريق شراكات استراتيجية خارج الحدود؛ وكلتا الطريقتين تمنح "أرامكو" استدامة مالية مباشرة من خلال بيع النفط الخام أو من خلال الاستثمار في سلسلة القيمة المضافة في الزيت سواء في البتروكيماويات أو شراء حصص شركات في عدد من الاقتصادات المختلفة.
في عام 2016 كان حجم أصول "أرامكو" 941 مليار ريال وقفزت تلك الأصول إلى تريليون و346 مليون ريال في نهاية عام 2018 وبلغت إيرادات الشركة 1.18 تريليون ريال للفترة نفسها، لعل أكثر أمر يقلق المستثمرين مدى قدرة الشركة على تحقيق استدامة الإيرادات بشكل متواصل في كل الظروف الاقتصادية سواء العالمية أو الإقليمية؛ لذا وفي السياق نفسه تعد "أرامكو" نموذجا مثاليا في تحقيق استدامة الإيرادات للمستثمرين كما أن ربحية الشركة وقدرتها على تحقيق أرباح تجاوزت أفضل الشركات العالمية ولا سيما أن الشركة لديها عدد كبير من الشركات التابعة.
المنافع الاقتصادية من انفتاح شركة أرامكو على الأسواق الداخلية من خلال سوق الأسهم يرفع من قيمة وترتيب سوق الأسهم السعودية ويجعل منها مقصدا استثماريا محتملا من الصناديق الاستثمارية الدولية ولا سيما أن معظم المؤشرات العالمية ستضع "أرامكو" على تلك المؤشرات.
مقالي اليوم لم يكن بصدد توضيح جدوى الاستثمار في "أرامكو" بقدر أهمية وجود "أرامكو" في سوق الأسهم المحلية ولما لذلك من عوائد إيجابية منظورة وأخرى غير منظورة كما ستظهر خلال الأعوام المقبلة على المستثمرين في السوق وعلى المواطنين والاقتصاد الوطني.
أخيرا: تذبذب سعر سهم شركة أرامكو عند التداول أمر طبيعي وليس له دلالة ذات أهمية من الناحية الاقتصادية بقدر أن التذبذب في الاتجاهين لا يعكس إلا قرارات المتداولين قصيرة الأجل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي