الترجمة والعولمة

الترجمة والعولمة

إن المثقف والقارئ والباحث يعلم علم اليقين بأن تلك الكتب أرخت لحضارات العالم منذ أقدم العصور حتى اليوم، ليدرك أن عنصرا من أبرز عناصر ارتقاء تلك الحضارات وازدهارها هو عملية الترجمة التي يبرز دورها في إثراء فكر تلك الحضارة وتلقيها بما للحضارات الأخرى من مخزون فكري وثقافي في جميع المجالات. لقد كانت كل حضارة تسلم قيادة الكون والبشرية إلى حضارة أخرى التي هي سنة من سنن الكون الذي جعلها في عباده لإعمار هذا الكون.. فلم يخص عرقا دون عرق، ولا بقعة مكانية دون أخرى، ولا زمنا دون زمن... إنما جعل القيادة والريادة دولا تدول لتسلم الواحدة الزمام إلى الأخرى، واليوم يبدو فعل الترجمة الفاعل في أقصى ذروته، ذلك مع المصطلح المطروح في كون العالم مجرد قرية واحدة، ذلك ضمن مفهوم العولمة بما يشمل جميع المجالات الحياتية الاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، كما العلمية والتقنية، حيث تبدو أهمية عملية الترجمة، لنقل التقنيات والأفكار، والتقريب بين الجميع في كل المسائل، حتى على الصعيد الاجتماعي الذي يشمل العادات والتقاليد.

الأكثر قراءة