رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لحوم بترولية

ليست جملة من صنع الخيال، إنما حقيقة بدأت فكرتها في أواخر السبعينيات الميلادية حين تبنت إحدى كبريات شركات البترول فكرة تصنيع اللحوم من البترول بعد أن ارتفع سعر البترول وقلت المواد الغذائية وبالذات اللحوم، فكما هو معروف أن أصل البترول مواد هيدروكربونية ناتجة في الأغلب عن تحلل النباتات والحيوانات!
فإذا كانت هناك مئات، بل آلاف المنتجات منشأها البترول والغاز الطبيعي، مثل مستحضرات التجميل والصابون والأدوية والعلكة والجيلاتين ومواد التنظيف والبلاستيك واللدائن والمطاط والملابس وأطقم الأسنان والأسمدة العضوية والمبيدات وغيرها كثير، إذن: لماذا لا نصنع الغذاء؟!
هذه المنتجات وغيرها، دفعت العلماء إلى دراسة استغلال البترول والغاز بحكم نشأتهما من المواد الكربوهيدراتية إلى إعادتها لسابق عهدها واستغلاله في إنتاج نوع من البروتين "اللحوم"، وانطلق العلماء في تجاربهم إلى أن تمكنوا من الوصول إلى تركيبة اللحم البترولي أو النفطي المحتوي على صفات اللحم الطبيعي وبقيمته الغذائية نفسها، لكن هذه الفكرة لم تستمر، واختفت نظرا إلى عدم تقبل الناس لها!
اليوم، وبعد نحو 40 عاما، يعود البترول ليشاركنا غذاءنا ويكون مكونا رئيسا فيه، فمشكلة نقص الغذاء العالمي تتفاقم، خصوصا مع زيادة أعداد البشر التي تقدر بحلول 2050 بنحو عشرة مليارات نسمة يتطلبون على الأقل 70 في المائة بروتينا أكثر مما هو متاح الآن. فمن أين سيوفر لهم الغذاء مع انخفاض حجم الرقعة الزراعية حول العالم وزيادة عدد الأزمات والحروب والتغيرات المناخية التي ينتج عنها مزيد من المشكلات الاقتصادية والغذائية لسكان العالم؟!
لذلك، وجد العلماء أن صناعة تربية الأحياء المائية هي المفتاح لتلبية هذه الزيادة الهائلة في الطلب على البروتين. لكن هناك صعوبات بسبب محدودية الأعلاف. لذا، كانت الحاجة إلى مكونات فاعلة ومستدامة وملائمة من حيث التكلفة.
ليعود بنا الحال إلى التفكير في النفط من جديد وإنتاج غذاء وفير منه يفي بحاجة البشر والحيوانات على حد سواء!
تعتمد الفكرة على تغذية بعض أنواع الميكروبات على غاز الميثان أو الغاز الطبيعي، التي تحوله بدورها إلى غذاء عالي البروتين يستخدم في صناعة الأعلاف الحيوانية. وقد تمت بالفعل المصادقة على هذا النوع من الغذاء للأسماك في الاتحاد الأوروبي، وافتتحت بعض الشركات الصغيرة، التي تهتم بعملية الإنتاج البيوكيميائية للأعلاف من الوقود الأحفوري!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي