أطلق دموعك
تعلم الرجال والنساء على حد سواء كبت مشاعرهم ودموعهم، وعدت الدموع رمزا للضعف والانكسار وعارا، خصوصا دموع الرجال. لذا ألصقت هذه التهمة بالنساء منذ قرون، فدموعهن إما تكون ضعفا وإما دموع التماسيح!
كبتك دموعك يعطل مشاعرك ويقتل روحك، فالإنسان سواء كان رجلا أو امرأة في حاجة إلى إطلاق مشاعر الحزن من الجسد وتحرير مشاعره من الكبت. حتى دموع الفرح لا تحبسوها. هذه القطرات الشفافة المنسابة كقطرات الندى على خدك دليل قوة، فالشخص القادر على البكاء يكون أكثر معرفة بنفسه، ونقاط قوته وضعفه، اتخذ من دموعه تفريغا لما في داخله، تعرف على نفسه وحاورها وأخرج مكنونها من الألم بدموعه فعاد بعدها أكثر صحة. ليس هذا فقط، بل تجعله دموعه أكثر حساسية ومعرفة بمشاعر الآخرين، فيصبح أكثر تعاطفا مع من حوله وأكثر معرفة بمشاعرهم، ما يؤدي إلى تكوين علاقات متينة وصحية وسعيدة!
وإذا كان بكاؤك وحيدا دليلا على صحة مشاعرك وصدقك مع ذاتك، إلا أن بكاءك أمام الآخرين عكس ما ظللنا نعتقده أعواما أنه دليل ضعف، حيث تبين أن البكاء أمام الآخرين وارتداء قناع جامد يحبس عواطفك أمام الآخرين هو الضعف بعينه؛ لأن خلعه وإطلاق العنان لماء دمعك الرقراق لينساب أمام الجميع يتطلب قوة وشجاعة غير عابئ برأي الآخرين وحكمهم عليه، فيظهر، كما هو دون تصنع، بشرا حقيقيا!
كبت مشاعرك يراكم أحزانك ويجعلك تنعزل عن الآخرين وتهرب من مواجهة واقعك، فتصبح حالك أسوأ، أما تحريرها فيجعلك تواجه صعوبات الحياة بقوة كما واجهت أحزانك. دموعك أفضل علاج لقلقك وتوترك وأعظم طارد للسموم من جسدك، وأفضل من أطعمة وأشربة الديتوكس التي يدعونك إلى تناولها لتنظيف جسدك من السموم، فدموعك طاردة للسموم وقاتلة للهموم، معها كأنك في رحلة غسل لهمك تعود بعدها أكثر صحة ونشاطا وإقبالا على الحياة.
أظهرت الأبحاث أن البكاء يساعد على تدفق الأندروفين فتهدأ روحك ويخفض مستوى الكوليسترول في الدم إلى جانب انخفاض مستويات القلق!
دموعك مثل ابتسامتك، شعور طبيعي، إخراجها إلى العلن يجبر كسر قلبك ويشعر الآخرين بإنسانيتك، ويطهر بدنك من المشاعر السلبية وضغط الهموم على جسدك، فتصبح أكثر قوة وسعادة وفهما للآخر ووسام شجاعة تصنعه بيدك لإنعاش روحك.