«البيانات الكبيرة» .. تكنولوجيا ثورية في خدمة قطاع التجزئة
قال المهندس محمد بن عبدالعزيز الحقباني، نائب رئيس مبيعات قطاع الشركات في شركة الاتصالات السعودية - أعمال، أن كثير من الأشخاص يعتقد بأن حملات التسويق الناجحة هي نتيجة استراتيجية مركبة من الأفكار الإبداعية وقيمة المنتج ومدى حاجة المستهلكين إليه. وفي الفترة الأخيرة نرى اتجاه كثير من الشركات العاملة في قطاع التجزئة حول العالم إلى اعتماد عنصر إضافي عند تصميم الحملات التسويقية، وهو البيانات الكبيرة Big Data. حيث يعتمد المسوقون في هذه الشركات على البيانات أكثر من أي وقت مضى لرسم استراتيجيتهم واختبارها ووضعها. بالطبع تبقى المقارنة صعبة جدا بين هذه البيانات والتحليلات الخاصة بها وبين العقول البشرية القادرة على رسم أفضل الحملات التسويقية بشكل جذاب، لكن من المؤكد أن البيانات الكبيرة توفر لمخططي حملات التسويق الدعم المطلوب لمساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج.
وأضاف: "بشكل عام ليس غريبا على تجار التجزئة حول العالم أن يعتمدوا على الملايين من البيانات التي يحصدونها من المستهلكين بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل تحقيق مكاسب مادية لشركاتهم. حيث يمضي كثير من المتسوقين أوقاتهم في اتخاذ قرارات الشراء باستخدام البيانات والمحتوى عبر الإنترنت، واكتشاف ومقارنة وشراء المنتجات من أي مكان وفي أي وقت، وصولا إلى التعامل مع خدمات العملاء عبر التكنولوجيا الرقمية. وبحسب دراسة نشرتها IDC يتوقع أن يصل حجم الإيرادات العالمية من استخدام البيانات الكبيرة والتحليلات المرافقة لها إلى 260 مليار دولار بحلول عام 2022 كما يتوقع أن يشكل معدل النمو السنوي الإجمالي لقطاع التجزئة من "عوائد البيانات" نحو 13.5 في المائة".
وزاد: "تلعب تحليلات البيانات الكبيرة دورا مهما أيضا في تغيير قواعد اللعب عند العلامات التجارية ولدى تجار التجزئة. خاصة مع السعي الحثيث من قبل تجار التجزئة للوصول إلى طرق مبتكرة لحملاتهم التسويقية بالاعتماد على الكمية الهائلة والمتدفقة من البيانات المنظمة والعشوائية، حيث تساعد تحليلات البيانات على مواكبة الاتجاهات والأنماط الاستهلاكية لدى الجمهور المستهدف. من خلال تطبيق تحليلات بيانات المستهلكين وتفسير سلوكهم الشرائي وتوقع المنتجات الرائجة بينهم وتحديد المنتج المفضل بناء على معايير المستهلكين. وبهذا يستطيع تجار التجزئة فهم حاجات المستهلكين وتحديد المنتجات التي تناسبهم والتخطيط لاستراتيجيات التسويق المناسبة لبيع المنتجات وتسجيل زيادة في الأرباح".
وأضاف: "عند النظر في طريقة تحليل البيانات الكبيرة، نرى التطور التكنولوجي الهائل بين الماضي والحاضر. فإلى فترة قريبة وقبل بداية الثورة الصناعية الرابعة، احتاج تجار التجزئة إلى خبراء لتحليل البيانات ذات الكميات الكبيرة، وهؤلاء الخبراء بدورهم استعانوا بأدوات متخصصة من أجل الوصول إلى التقارير والنتائج المطلوبة التي كانت في الأغلب تستهلك الجهد والوقت الكبير. واليوم نرى توافر عديد من البرامج المتخصصة في تحليل البيانات الكبيرة التي يستطيع تجار التجزئة الاستفادة منها خاصة التجار ذوي النشاطات الصغيرة كونهم سيحصدون النتائج الفورية لتحاليل البيانات بشكل أسرع من الأنشطة الضخمة".
وأضاف: "تتميز البرامج المتطورة لتحليل البيانات الكبيرة بقدرتها على إنشاء التوصيات الدقيقة بالاعتماد على سجل الشراء الخاص بالعميل، حيث تعمل هذه البرامج على قراءة البيانات والتنبؤ بالسلعة التالية التي يرغب فيها المستهلك. كما تساعد هذه البرمجيات على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي يحتاج إليها تجار التجزئة. من خلال دمج البيانات المقبلة من المستهلكين والبيانات المتاحة حول منتجات الشركة. كما تدعم هذه البرامج قدرة التجار على تحسين الأسعار، حيث بإمكان المستخدم لهذا النوع من البرامج تتبع المخزون لمنتج معين ومعاينة المنتجات المنافسة ومقارنتها بالعرض والطلب، لتمكين التاجر من الاستجابة تلقائيا لتغيرات السوق".
إضافة إلى ذلك، يستطيع تجار التجزئة ربط هذه البرامج بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاستماع إلى المستهلكين. إذ يعد الاستماع إلى رأي المستهلك على مواقع التواصل الاجتماعي من النشاطات المهمة، خصوصا في قطاع التجزئة، حيث تسهل هذه البرامج تحليل كميات هائلة من البيانات العشوائية أو المنظمة، عبر الاعتماد على التعلم الآلي للبيانات المتدفقة، ما يوفر لتجار التجزئة ميزة تنافسية في الوصول إلى أكبر شريحة من المستهلكين. كما تسهم برامج تحليل البيانات الكبيرة في تعزيز تجربة العملاء وتحسين خدمتهم من خلال توقع طلباتهم وتوفير تجربة تسوق سلسلة وميسرة.