عجائز أوكيناوا
أن نعيش طويلا مع تمتعنا بصحة جيدة، حلم الجميع على وجه هذه الأرض، لذا نظل نبحث عن الأسباب والوسائل التي تمكننا من الحفاظ على صحتنا مع العيش طويلا، باتباع كل ما يقوله العلماء في هذا الشأن، وعلى الرغم من تعدد نظرياتهم وتوجهاتهم، لكنهم في الأغلب اتفقوا على أن السر يكمن في نظام غذائي غني بالبروتين مع تقليل الكربوهيدرات وزيادة النشاط البدني! أما الحل الحقيقي، فقد يأتينا من هناك، من أقصى الشرق، من جزر أوكيناوا في اليابان، الممتدة عبر بحر الصين الشرقي، التي يتمتع سكانها، ليس فقط بأطول أعمار غير متوقعة لأي شخص على الأرض، بل بالصحة الجيدة في أغلب سنوات عمرهم التي قد تتخطى 100 عام، وبنسبة 40 في المائة!
أمضى العلماء عقودا طويلة في محاولة اكتشاف سر طول عمر سكان أوكيناوا وصحتهم الجيدةـ، بدراسة جيناتهم وأسلوب حياتهم، والشيء الغريب الذي اكتشف أخيرا في نظامهم الغذائي، وقد ينسف كل ما آمن به العلماء لسنوات طويلة وأقنعونا به؛ هو اعتمادهم على الكربوهيدرات بنسبة أعلى بكثير من البروتينات، خلافا لكل النظريات العلمية بنسبة تصل إلى 1:10 من الكربوهيدرات إلى البروتين، وهو ما عده العلماء سر الحياة الطويلة والصحية هناك!
فقد لاحظوا أن كبار السن في أوكيناوا لديهم معدلات أقل بكثير من بقية شعوب العالم في الإصابة بالسرطان ومرض السكري والخرف وتصلب الشرايين، حتى في علامات الشيخوخة الظاهرة مثل التجاعيد وصعوبة الحركة، ويعيش نحو ثلثي المسنين هناك بصحة جيدة ومن دون مساعدة أحد إلى سن 97 عاما.
والشيء الأغرب في نظامهم الغذائي المعتمد على الخضراوات وقليل من اللحم، الذي يخالف جميع دول شرق آسيا ومعظم دول العالم، اعتمادهم على البطاطا الحلوة غذاء رئيسا بدل الأرز، التي أتتهم عن طريق التجار الهولنديين وزرعت لأول مرة في أوكيناوا في أوائل القرن الـ17. إذن، فنظامهم الغذائي غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ومنخفض السعرات الحرارية، وهذا يحد من كمية الطاقة التي يستهلكونها، فتتغير إشارات طاقة الخلية ويحاول الجسم تخصيص طاقة أكبر للحفظ والصيانة وإصلاح الحمض النووي بدل النمو والتكاثر، لذلك تجدهم قصار القامة، وكذلك تقليل المنتجات الثانوية الناتجة من الحرق داخل الجسم، التي تسبب أضرارا للخلية، إضافة إلى طبيعة عملهم التي تمنحهم نشاطا بدنيا مميزا، كما أن عزلتهم النسبية لعقود، جعلت لديهم ميزات جينية فريدة وأوجدت منهم مجتمعا متماسكا، فالحياة الاجتماعية والتواصل المستمر يخففان على الإنسان المواقف الصعبة، ويجعلانه أكثر راحة، ومن ثم يطلان عمره.
ما عليك إلا اختيار الوسيلة لتلحق بعواجيز أوكيناوا!