رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تعاطف الرأي العام

لعل من أصعب الأمور التي يعيشها الناس في عالم اليوم، محاولة توضيح المشاعر وتقريبها من فهم المتلقين. حين يكون المجتمع غير قادر على تفهم رسائل معينة، يتحول التعاطف إلى اتهام ويصبح المصاب أكثر تأثيرا في حياة من يعيشونه أو تأثروا به. لذلك نطالب دائما بعدم الدخول في النوايا وتفسير ما نراه أو نسمعه بغير ما هي عليه حقيقته، خصوصا في العلاقات المجتمعية.

يواجه المجتمع مثل هذه الإشكالات عندما يكون الحديث منقولا بين الناس، حيث يبدأ كل ناقل في الزيادة والنقص لتصل الصورة في النهاية مشوهة، وقد تكون عكس الواقع في حالات كثيرة. قد يكون بعض القراء شاهد المقطع الذي يصف تجربة أحد علماء النفس في طريقة تلقي وتنفيذ الحركات بين الأشخاص في مكان واحد، حيث تصل الرسالة منفردة من شخص لآخر، حتى تتحول في النهاية إلى شكل يعطي الانطباع المعاكس لما بدأ به المجموع. نفذت هذه التجربة في الهند ومثيلاتها كثير في كل دول العالم.
كثرة الحديث عن الناس، وتناقل أخبارهم هو ما يجعل الأمور تنحى منحى التغيير السلبي، وهناك حالات تتدخل فيها مشاعر الأفراد وخبراتهم الذاتية في نقل الخبر لتتحول النتيجة إلى حالات من جلد الآخر. نهانا الدين الحنيف عن: قيل وقال، وكثرة السؤال؛ وهما عنصران مهمان في التحول لظلم الناس والإساءة إليهم.
من ذلك ما اشتكت منه ممرضة تعرضت سيارتها للحرق، وما إن نشرت صورة السيارة في مواقع التواصل حتى حظيت بعديد من الردود التي لم تخل من السلبية بتبرير وتألي لا داعي لهما. ما فعله المفسرون في هذه الحالة أدى لآثار نفسية على الممرضة وأسرتها ودفعها وزوجها لكثير من الإجراءات التي أثرت في حياتهما لدرجة قفل مكان عمل الزوج وهي خسارة مادية تلحق بالخسارة الأولى ولا نعلم ما يأتي بعد ذلك.
لهذا أدعو كل من لديه علم أو شكوى أو مناسبة سارة أو غير ذلك إلى الابتعاد عن البحث عن التعاطف عبر الرأي العام ووسائل التواصل التي قد يكون عرض المشكلات أو المزايا عبرها مدعاة للفهم الخاطئ والتفسير غير المنطقي، لكنه قد يسير بين الناس فيحول النعمة إلى نقمة ويحيل التعاطف إلى تنافر وهو أمر من سمات النفس البشرية التي يلجأ صاحبها لتفسير الأمور بحسب علاقتها بالشخص نفسه. هو أمر صعب على كثيرين لكنه بعد التعود ومشاهدة ما يعانيه الآخرون سهل لمن يسر له.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي