رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تحرر من كذبة عمرك

أنت صغير على فعل هذا الأمر، انتظر حتى تكبر.. ما زلت صغيرا، لا تتسرع انتظر، العمر أمامك والمستقبل، لا تستعجل، أكمل دراستك.. وعبارات كثيرة نسمعها ونحن صغار. وتمضي بنا السنون ونقع في فخ الانتظار، انتظار ما لا يحدث، لنفيق ونجد قطار العمر قد مضى، فتتجدد العبارات لتصبح: لا يليق بك مثل هذه الأعمال لقد كبرت، يالله حسن الخاتمة، دع العمل والإبداع للشباب، وابحث لك عما يشغل فراغك.
حكم بالإعدام على الطموح في البدايات والأحلام في النهايات، لكن الإنسان "الشاطر" هو من يصم أذنيه عن مثل هذه المقولات والعبارات المحبطة التي تدفعك إلى الخلف. إنهم يقتلون الإبداع في داخلك والعمر بريء من هذا كله، فكم من طفل وشاب وكهل امتلك أدوات الإبداع واستغلها وانطلق بعيدا حتى أصبح يشار إليه بالبنان، فالإبداع لم ولن يتوقف عند عمر معين، ولنا في قصص الناجحين عبرة، لكن كلمات المحبطين والمثبطين قد تعيقك وتشعرك بالعجز وتختار أن تعيش بعشوائية وبلا هدف حبيس عمرك وسنوات دراستك وانتظار الوقت المناسب!
صحيح أن هناك دراسات حديثة، آخرها دراسة أجراها باحثون في جامعة ولاية أوهايو خلصت إلى أن العقل يصبح بيئة خصبة للابتكار والإبداع في منتصف العشرينات، لكن لا داعي للخوف إن كنت قد تجاوزت منتصف العشرينات من العمر، دون أن تراودك أفكار خلاقة، فالبعض منا لا يحظى بمثل هذه الأفكار الملهمة حتى منتصف الخمسينات. فهل نقف عند منتصف العشرينات ونستسلم؟
إن سر الإبداع يكمن في الخروج من كذبة العمر التي تأخذنا في دوامة تحول بيننا وبين اكتشاف الموهبة وتطويرها لتصبح إبداعا، فالإبداع هو عملية تطوير أفكار جديدة واستغلال الأدوات التي نملكها وصقلها بالتعلم لنتقدم. ليس عمرك هو ما يحدد ما يمكنك تعلمه والإبداع فيه، إنها طاقتك التي لا تعتمد على عمرك، إنما على الاهتمام بها وحثها دوما لترافق أهدافك في الحياة.. فالإبداع لا عمر له.
وإذا لم تكن قد حققت ما تريد في وقت مبكر من حياتك، فيمكنك التطلع إلى فترة تألق إبداعي ثانية في الأربعينات والخمسينات من العمر.
ويقول واينبرج، مؤلف الدراسة: "تشير هذه الدراسة إلى حقيقة أن هناك مبتكرين مهمين للغاية ينجزون أفضل إنتاجهم في وقت لاحق في حياتهم".
ويضيف: "إذا لم تشعر بالإبداع في العشرينات من العمر، فهذا لا يعني أنه لا يمكنك فعل أشياء مهمة في وقت لاحق من حياتك".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي