الخوف من الخوف
شعور إنساني نولد به، وتستغرب أن الطفل الصغير الذي خرج إلى الدنيا من لحظات يبكي ويخاف أن يسقط، أو يفزع من أقل حركة تفعلها فتجده يصرخ أو يتمسك بك بشدة!
هناك أنواع من الخوف فطرية منبعها عقلك، للمحافظة على سلامتك كالخوف من الحشرات أو الحيوانات المفترسة، ومن النار ومن الحديث أمام الناس أو الخوف من الغرق!
لكن هناك أنواعا من الخوف أو الرهاب -وهو مرحلة متطورة من الخوف المتواصل الشديد، وغير المعقول من شيء ما أو موقف معين، يؤدي إلى تجنب هذا الشيء أو الموقف، أو الإصابة بالعجز المؤقت- مكتسبة بعضها منطقي، أما الآخر فلا تكاد تجد له سببا أو مبررا، مثلا أوبرا وينفري المذيعة الأشهر على مستوى العالم تخاف من مضغ العلك، وهو خوف نادر يعتقد العلماء أنه مرتبط بذكريات الطفولة، وبشعور جسدي على الأغلب من تأذي اللثة من حركة المضغ المستمرة.
وستيفن هوكينج عالم الفيزياء الفذ وعالم الكون، الذي عاش أغلب مراحل حياته معاقا جسديا ولكن فكره لم ينضب يوما، كان أحد المصابين برهاب الأجانب، أو الغرباء والكائنات الفضائية والجن أحيانا، ولكنه ليس مربوطا بهذه الكائنات، بل بأي شخص غريب وغير مألوف.
وهناك الخوف المؤلم المسمى كرونوفوبيا، هو رهاب نفسي من مرور الوقت. المصابون بهذا النوع من الرهاب يشعرون بأن حياتهم تمر بسرعة كبيرة، وأنهم لم يفعلوا ما يكفي في الحياة، أو لم يستمتعوا بلحظاتهم لسرعة مرور الوقت. والغريب أن هذا الرهاب قد ينتقل جينيا، وقد يحدث بسبب معاناة الاكتئاب، أو بسبب كبر السن، أو لظروف السجن، أو الحصار في مكان ما دون إمكانية الخروج.
وقد نخاف من الخوف نفسه مصحوبا باضطرابات القلق، وهو عبارة عن أحاسيس تتجسد عند شعور الشخص بخوف ما، أو يواجه رهابا بالفعل. ويمكن أن تؤدي فوبيا الخوف إلى نوبات من الهلع، وفرط في التعرق، وخفقان وفرط في التنفس، والقلق، وآلام في الصدر لا تحتمل!
وهناك أنواع أخرى نادرة للغاية، مثل رهاب اللون الأصفر الذي يعرف باسم زانثوفوبيا، ويخاف من يعاني هذا الرهاب أي شيء أصفر اللون، بما في ذلك الشمس، والأزهار الصفراء، حتى الطلاء الأصفر، وقد يصل حد الخوف منه حتى من لفظ كلمة "أصفر"!
أما الرهاب الأندر والأغرب الذي قد لا يتفق على وجوده الكثيرون، الخوف من رؤية النساء الجميلات، حيث يعاني المصاب به ضيقا في التنفس وتعرقا شديدا، وغثيانا بمجرد رؤية امرأة جميلة ولو كان عن بعد!